ذكرُ بعض ما ورد عنه مما يتعلّق بالأوقات الفاضلة التي يُستحَبُّ للمسلمين أن يتحرّوا فيها الدعاءَ، وسبق ذكرُ ما ورد عنه من بيان للأمكنة الفاضلة التي يستحب تحري الدعاء فيها، وكذلك سبق الإشارةُ إلى جملة من الأحوال الفاضلة التي يكون عليها المسلم فيستحب له فيها تحري الدعاء؛ لعِظم قربِه فيها من الله وشدَّةِ إخباته وخضوعه وذُلِّه.
وقد اشتملت أدعيةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الثابتةُ عنه جميعَ أحوال الناس من سرورٍ أو حزنٍ، وصحةٍ أو سقمٍ، ونعمةٍ أو مصيبةٍ، وسفرٍ أو إقامة وغير ذلك، فدلَّ أمّتَه صلى الله عليه وسلم في ذلك كلِّه إلى خير ما ينبغي أن يقولوه في جميع تلك الأحوال، ولَم يَدَعْ صلى الله عليه وسلم شيئاً من الدعاء المقرِّب إلى الله والموصِل إلى الخير والسعادة في الدنيا والآخرة إلاَّ بيَّنه للأمَّة تاماًّ كاملاً، كيف لا وهو القائلُ صلوات الله وسلامه عليه:" ما بَعث الله من نبِيٍّ إلاَّ كان حقاًّ عليه أن يدلَّ أمَّتَه على خير ما يعلمه لهم، ويُنذِرهم شرّ ما يعلمه لهم "، رواه مسلم١.
وإنَّ من العجب حقاًّ أن يَدَعَ بعضُ عوامِّ المسلمين الأدعيةَ الصحيحةَ الثابتةَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مجموعة في كتبٍ كثيرة معتَبَرةٍ مُتَداولَة بين المسلمين ويُقْبِلوا على أدعِيةٍ مُحْدَثَةٍ مُبتدَعَةٍ أنشأها بعضُ المتكلِّفِين، وكتبَها بعضُ المتخرِّصين دون تعويلٍ على الكتاب والسنة، ودون اعتبارٍ لِهَدْيِ خيرِ الأمَّةِ صلوات الله وسلامه عليه، فشَغَلُوا بذلكَ الناسَ عن السُّنَنِ وأوقَعوهم في البدعِ، وفي مثل هذا يقولُ بعضُ