للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونقل عن ابن بطَّال أنَّه قال في شرح الحديث: " المعنى أنَّه يسأم فيترك الدعاء، فيكون كالمانِّ بدعائه، أو أنَّه أتى من الدعاء ما يستحق به الإجابة، فيصير كالمُبَخِّل للرَّبِّ الكريم الذي لا تعجزه الإجابة ولا يُنقصه العطاء ".

إنَّ الواجبَ على مَن أراد أن يُحقِّق الله رجاءَه وأن يُجيب دعاءَه أن يدعو ربَّه وهو موقنٌ بالإجابة؛ عظيمُ الثقة بالله، شديدُ الرجاء فيما عنده.

قال ابن رجب رحمه الله: " ومِن أعظم شرائطه [أي الدعاء] حضورُ القلب ورجاءُ الإجابة من الله تعالى كما خرَّج الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فإنَّ الله لا يقبلُ دعاءً من قلبِ غافلٍ لاَهٍ "١، وفي المسند عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ هذه القلوبَ أوعيةٌ، فبعضُها أوعى من بعض، فإذا سألتم اللهَ فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنَّ اللهَ لا يستجيبُ لعبدٍ دعاءً من ظهرِ قلبٍ غافل "٢، ولهذا نُهي العبدُ أن يقول في دعائه: " اللَّهمَّ اغفر لي إن شئتَ، ولكن ليعزِم المسألةَ فإنَّ الله لا مكره له "٣، ونُهي أن يستعجل ويترك الدعاء؛ لاستبطاء الإجابة، وجُعل ذلك من موانع الإجابة، حتى لا يقطع رجاءَه من إجابة دعائه


١ سنن الترمذي (رقم:٣٤٧٩) ، وحسنه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (رقم:٢٤٥) .
٢ المسند (٢/١٧٧) ، وانظر: الصحيحة (رقم:٥٩٤) .
٣ صحيح مسلم (رقم:٢٦٧٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>