للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهو فقيرٌ إلى جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، فلا بدَّ له من أمرين:

أحدهما: هو المطلوب المحبوب الذي ينتفع به ويتلذذ به.

والثاني: هو المعين الموصل لذلك المقصود والمانعُ لحصول المكروه، والدافعُ له بعد وقوعه.

فهنا أربعة أشياء يحتاج إليها الإنسان:

أحدها: أمر محبوب مطلوب الوجود.

والثاني: أمر مكروه مبغض مطلوب العدم.

والثالث: الوسيلة إلى حصول المحبوب.

والرابع: الوسيلة إلى دفع المكروه.

فهذه أربعة أمور ضرورية للعبد بل ولكلِّ حيّ، لا يقوم وجودُه ولا يكون صلاحُه إلاَّ بها.

إذا عُرف هذا فالله سبحانه هو المطلوبُ المعبودُ المحبوبُ وحده، لا شريك له، وهو وحده المُعِينُ للعبد على حصول مطلوبه، فلا معبودَ سواه، ولا مُعينَ على المطلوب غيره، فهو سبحانه الجامع للأمور الأربعة المتقدمة دون ما سواه، وهذا معنى قول العبد {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، فإنَّ هذه العبادةَ تتضمن المقصودَ المطلوبَ على أكملِ الوجوه، والمستعان هو الَّذي يُستعان به على حصول المطلوب ودفع المكروه، وفي القرآن الكريم سبعة مواضع تنتظم هذين الأصلين:

<<  <  ج: ص:  >  >>