للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انحنت يدُه فصارت كفُّه مما يلي السماء لشدَّة الرفع، لا قصداً لذلك، كما جاء أنَّه رفعهما حذاء وجهه ".

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله: " رفع اليدين في الدعاء على ثلاثة أقسام:

الق سم الأول: ما وردت به السنَّة، فهذا ظاهر أنَّه يُسَن فيه الرفع، مثل دعاء الاستسقاء، والدعاء على الصفا والمروة، وفي عرفة.

والقسم الثاني: ما ورد فيه عدم الرفع مثل الدعاء في الصلاة، والتشهد الأخير.

القسم الثالث: ما لَم يرِد فيه الرفع ولا عدم الرفع، فهذا الأصل فيه أنَّ من آداب الدعاء أن يرفع الإنسانُ يديه "١.

ثمَّ إنَّ رفعَ اليدين في الدعاء فيه من التذلُّل والخضوع والانكسار والمسكنة وإظهار الحاجة والافتقار إلى الربِّ الكريم ما يكون سبباً لقبوله وإجابته، قال السفاريني رحمه الله: " قال العلماء: إنَّما شرع رفع اليدين في الدعاء لزيادة التذلل، فيجتمع للإنسان أحوالُ الضراعة في مقام العبودية، وأيضاً فإنَّ العبدَ ربما عجز عن إيقاظ قلبه من الغفلة، وله قدرة على حركة اليد واللسان فيهما، فكان ذلك وسليةً إلى خشوع القلب، وقد قالوا: حركات الظواهر توجب بركات السرائر، وهو نظير رفع السبابة في تشهد الصلاة، فيوحِّد الجنان ويترجم اللسان وتزكيه الأركان "٢.


١ لقاء الباب المفتوح (٥١ ـ ٦٠) (ص:١٧ ـ ١٨) باختصار.
٢ انظر: شرح ثلاثيات المسند للسفاريني (١/٦٥٥ ـ ٦٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>