للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

َمَّا هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود، فأمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهراً، وكان يحب قبلة إبراهيم، فكان يدعو إلى الله وينظر إلى السماء، فأنزل الله: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} إلى آخر الآية.

وفي صحيح البخاري عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما: " أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناسَ يوم النحر، وقال: " يا أيها الناس أيُّ يوم هذا؟ قالوا: هذا يوم حرام، قال: فأيُّ بلدٍ هذا؟ قالوا: بلدٌ حرام، قال: فأيُّ شهرٍ هذا؟ قالوا: شهرٌ حرام، قال: فإنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ كحُرمَةِ يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ـ فأعادها مراراً ثمَّ رفع رأسه ـ فقال: اللَّهمَّ هل بلَّغت، اللَّهمَّ هل بلّغت "١.

وأمَّا إشارتُه بإصبعه إلى السماء فقد ثبت في حديث جابر بن عبد الله في ذكر حجة الوداع، وفيه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم عرفة: ألا هل بلّغت؟ فقالوا: نعم، فجعل يرفع إصبعه إلى السماء وينكتها إليهم ويقول: اللَّهمَّ اشهد ـ ثلاث مرّات ـ "، أخرجه مسلم في صحيحه٢.

والنصوص في هذا المعنى العظيمِ كثيرةٌ، وهي دالَّةٌ دلالةً ظاهرةً على علوِّ الله جلَّ وعلا وفوقيته، وأنَّه تبارك وتعالى الكبيرُ المتعال، ولهذا


١ صحيح البخاري (رقم:١٧٣٩) .
٢ صحيح مسلم (رقم:١٢١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>