للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في بطنها، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ ديةَ جنينها غرَّةٌ: عبدٌ أو وليدةٌ، وقضى بدية المرأة على عاقلتها وورثها وَلَدَها ومَن معهم، فقال حَمَلُ بنُ النابغة الهُذلي: يا رسول الله كيف أغرمُ من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهلّ؟ فمثلُ ذلك يُطلُّ [أي يُهدر] ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّما هذا من إخوان الكهان "١. من أجل سجعه الذي سجع.

ولذا عدَّ بعضُ أهل العلم تكلُّفَ السجع في الدعاء في جملة موانع الإجابة، قال القرطبي رحمه الله: " ومنها: أن يدعو بما ليس من الكتاب والسنة فيتخيَّر ألفاظاً مفقرة، وكلمات مسجعةً، قد وجدها في كراريس لا أصل لها ولا معوَّل عليها، فيجعلها شعارَه، ويترك ما دعا به رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلُّ هذا يمنع من استجابة الدعاء "٢.

والسجعُ المذمومُ هو المتكلَّف الذي يجتهد صاحبُه في تصنعه، فيشغله ذلك عن الإخلاص والخشوع، ويُلهيه عن الضراعة والافتقار، فأمَّا إن وُجد وحصل بلا تصنُّع ولا تكلُّف ومِن غير قصدٍ إليه فلا بأس به.

قال السفاريني رحمه الله: " ولا يتكلَّف السجع في الدعاء، فإنَّه يُشغل القلبَ ويُذهب الخشوعَ، وإن دعا بدعوات محفوظة معه له أو لغيره من غير تكلُّف سجع فليس بممنوع "٣.


١ صحيح مسلم (رقم:١٦٨١) .
٢ الجامع لأحكام القرآن (٧/٢٦٦) .
٣ غذاء الألباب (١/٤٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>