للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة في الأدعية التي يدعو بها لنفسه في السجود أو في الجلسة بين السجدتين، أو في آخر الصلاة قبل السلام.

قال ابن القيم رحمه الله: " والمحفوظ في أدعيته كلِّها بلفظ الإفراد، كقوله: " ربِّ اغفر لي وارحمني واهدني "١، وسائر الأدعية المحفوظة عنه، ومنها قوله في دعاء الاستفتاح: " اللَّهمَّ اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبَرَد، اللَّهمَّ باعِد بيني وبين خطاياي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب "، الحديث٢، وروى الإمام أحمد وأهل السنن من حديث ثوبان عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: " لا يؤُمُّ عبدٌ قوماً فيخصُّ نفسَه بدعوةٍ دونهم، فإن فعل فقد خانهم "٣ ... ثمَّ قال ابن القيم رحمه الله: سمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: هذا الحديث عندي في الدعاء الذي يدعو به الإمام لنفسه وللمأمومين، ويشتركون فيه، كدعاء القنوت ونحوه "٤.

ثمَّ إنَّه إذا كان الدعاءُ الذي دعا به في صلاته من أدعية القرآن الكريم فإنَّه يأتي به على الصيغة التي وردت في القرآن الكريم، كقوله تعالى: {اهْدِنَا الصَّرَاطَ المُسْتَقِيمَ} ، فهذا دعاءٌ عظيمٌ يدعو به المسلم في صلاته، بل في كلِّ ركعة من ركعات الصلاة، ووجهُ الإتيان بصيغة


١ صحيح مسلم (رقم:٢٦٩٦) .
٢ صحيح البخاري (رقم:٧٤٤) ، وصحيح مسلم (رقم:٥٩٥) .
٣ المسند (٥/٢٨٠) ، وسنن أبي داود (رقم:٩٠) ، وسنن الترمذي (رقم:٣٥٧) ، وسنن ابن ماجه (رقم:٩٢٣) ،وذكره العلامة الألباني رحمه الله في ضعيف سنن أبي داود (رقم:١٥) .
٤ زاد المعاد لابن القيم (١/٢٦٣ ـ ٢٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>