للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التلدن [أي تلكأ وتوقَّف] فقال له: شَأْ لعنَك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن هذا اللاَّعِن بعيرَه؟ قال: أنا يا رسول الله، قال: انزل عنه، فلا تصحبنا بملعونٍ، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا تُوافقوا من الله ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيستجيبُ لكم "١.

وفي هذا الحديث دلالةٌ على أنَّ ذلك قد يُستجاب، لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا تُوافقوا من الله ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيستجيبُ لكم وثبت في الحديث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: " ثلاث دعوات مستجابات: دعوةُ المظلوم، ودعوةُ المسافر، ودعوة الوالد على ولدِه "، رواه أبو داود، والترمذي، وغيرُهما بإسناد صحيح٢.

ولهذا ينبغي على المسلم أن يُعوِّدَ نفسَه الدعاءَ لنفسه وولدِه ومالِه بالخير والنماءِ والبركةِ والصلاحِ ونحوِ ذلك، وأن يملكَ نفسه ولا سيما عند غضبه من أن يدعو على نفسه أو ولده أو ماله بالهلاك أو الشرِّ أو الفساد، فقد يُستجاب له في ذلك فيندمُ ويتحسَّرُ، مع أنَّه هو الذي دعا بذلك وطلبَه، وإنَّا لنرجو اللهَ أن يهدينا جميعاً سواء السبيل، وأن يوفِّقَنا لكلِّ خيرٍ يُحبُّه ويرضاه في الدينا والآخرة


١ صحيح مسلم (رقم:٣٠٠٤) .
٢ سنن أبي داود (رقم:١٥٣٦) ، وسنن ابن ماجه (رقم:٣٨٦٢) ، وسنن الترمذي (رقم:١٩٠٥) ، وحسنه العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة (رقم:٥٩٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>