للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المغفرةَ، بل هو سببٌ من الأسباب التي ترجى بها المغفرة.

ولا ينبغي للعبدِ أن يقنَطَ من رحمة الله وإن عظُمت ذنوبُه وكثرت وتنوَّعت، فإنَّ بابَ التوبةِ والمغفرَةِ والرحمةِ واسعٌ، فالله يقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ} ١.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: " مَنْ آيس عبادَ الله من التوبة بعد هذا فقد جَحَدَ كتاب الله عزَّ وجلَّ "٢.

ويقول سبحانه: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} ٣، ويقول: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا} ٤، وقال الله تعالى في حقِّ المنافقين: {إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا} ٥، وقال في شأن النصارى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وِإِن لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ٦، وقال في شأن الكُفَّار: {إِنَّ الَّذِينَ


١ سورة الزمر، الآية: (٥٣) .
٢ ذكره ابن كثير في تفسيره (٤/٥٩) .
٣ سورة التوبة، الآية: (١٠٤) .
٤ سورة النساء، الآية: (١١٠) .
٥ سورة التوبة، الآية: (١٤٥) .
٦ سورة المائدة، الآيتان: (٧٣، ٧٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>