للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاعتصام بك من شرِّ ما فرطتُ فيه من أمركَ ونهيكَ، فإنَّك إن لَم تعِذْني من شرِّه، وإلاَّ أحاطت بي الهلكة، فإنَّ إضاعةَ حقِّك سببُ الهلاكِ، وأنا أُقرُّ لك وألتزم بنعمتك عليَّ، وأقِرُّ وألتزم وأنجع بذنبي، فمنك النعمةُ والإحسانُ والفضلُ، ومنِّي الذنبُ والإساءةُ، فأسألكَ أن تغفر لي بمحوِ ذنبي، وأن تُعفيني من شرِّه، إنَّه لا يغفر الذنوبَ إلاَّ أنتَ، فلهذا كان هذا الدعاءُ سيِّدَ الاستغفار "١.

ومِن صِيَغ الاستغفار التي وردت عنه صلى الله عليه وسلم ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنه: أنَّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصْغَت إليه قبل أن يموت وهو مسنِدٌ إليها ظهرَه يقول: اللَّهمَّ اغفر لي وارحمني وألحِقني بالرفيق الأعلى "٢.

وفي هذا إشارةٌ إلى ملازمتِه صلى الله عليه وسلم للاستغفار في كلِّ أوقاته وجميع أحيانه إلى آخر لحظات حياته الكريمة صلواتُ الله وسلامه عليه، وكما أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يختم أعماله الصالحة، كالصلاة والحج وقيام الليل وسائر مجالسِه بالاستغفار فقد ختم حياتَه كلَّها به، رزقنا الله حسنَ الاقتداء به والاتِّباع لنهجه، ونسأله سبحانه أن يرزقنا الخاتمة الحسنة، إنَّه سميع مُجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

ويليه القسم الثالث إن شاء الله، وهو في شرح الأذكار المتعلقة بعمل اليوم والليلة.


١ مدارج السالكين (١/٢٢١ ـ ٢٢٢) .
٢ صحيح البخاري (رقم:٤٤٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>