للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لصحّة معناه بنصوص عديدة، بل إنَّ الإمام البخاري رحمه الله جعله عنواناً لأحد تراجم أبواب كتاب فضائل القرآن من صحيحه، فقال في الباب السابع عشر منه: "باب فضل القرآن على سائر الكلام"، وأورد تحت هذا الباب حديثين عظيمين:

الأوّل: حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثلُ الذي يقرأ القرآن كالأترُجَّةِ طَعمُها طيِّب وريحُها طيِّب، والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيِّب ولا ريح فيها، ومَثَلُ الفاجر الذي يقرأ القرآن كَمَثَل الرَّيحانة ريحها طيّب وطعمها مُرٌّ، ومَثَل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مرٌّ ولا ريح لها "١.

قال ابن كثير رحمه الله في كتاب فضائل القرآن، وهو عبارة عن شرح مختصر وعظيم الفائدة لكتاب فضائل القرآن من صحيح البخاري: "ووجه مناسبة الباب لهذا الحديث أن طيب الرائحة دَارَ مع القرآن وجودًا وعدمًا، فدلّ على شرفه على ما سواه من الكلام الصادر من البر والفاجر"٢.

والحديث الثاني: حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنما أجلُكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس، ومثلكم ومثل اليهود والنّصارى كمثل رجل استعمل عمّالا، فقال: من يعملُ لي إلى نصف النّهار على قيراط قيراط؟ فعملت اليهود، فقال: من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر؟ فعملت


١ صحيح البخاري (رقم:٥٠٢٠) ، وصحيح مسلم (رقم:٧٩٧) .
٢ فضائل القرآن (ص:١٠١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>