وقوله:"ربِّ أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر" أي: أستَجير بك يا الله من أن ينالَنِي عذابُ النار وعذابُ القبر، وإنَّما خَصَّهما بالذِّكر مِِن بين سائر أعذبة يوم القيامة لشدتهما، وعظم شأنهما، فالقبرُ أوَّلُ منازل الآخرة، ومَن سَلِم فيه سلم فيما بعده، والنَّارُ أَلَمُها عظيمٌ وعذابُها شديد، حَمانا الله وإياكم ووقانا ووقاكم.
ويُستَحبُّ للمسلم إذا أصبح أن يقول ذلك، إلاَّ أنَّه يقول:"أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله، لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شرِّ ما في هذا اليوم وشرِّ ما بعدها، ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربِّ أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر".
ومن أذكار طرفي النَّهار ما رواه ابن السنِّي عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"من قال في كلِّ يومٍ حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلاَّ هو عليه توكّلت وهو ربُّ العرش العظيم سبع مرّات كفاه الله عزَّ وجلَّ ما همّه من أمر الدنيا والآخرة"١.
فهذا الذكر المبارك له أثرٌ بالغٌ ونفعٌ عظيمٌ في كلِّ ما يهمّ المسلم من أمر الدنيا والآخرة، ومعنى حسبي الله؛ أي: كافيني.
ومن الأذكار العظيمة المشروعة في الصباح والمساء أن يقول المسلم إذا أصبح وإذا أمسى: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ
١ عمل اليوم والليلة (رقم:٧١) ، وقد روي مرفوعاً وموقوفاً، وصحَّحه الألباني ـ رحمه الله ـ الضعيفة (رقم:٥٢٨٦) عن أبي الدرداء موقوفاً، ومثله لا يُقال بالرأي.