للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢١ / أَذْكَارُ النَّوْمِ

إنَّ من الأوراد المباركة التي كان يُحافظُ عليها النَّبِيُّ الكريم صلى الله عليه وسلم كلَّما آوى في الليل إلى فراشه لينامَ ما ثبت في الصحيحين عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها " أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ "١.

فهذا تعوُّذٌ عظيمٌ، وحِرْزٌ للإنسان، وحافِظٌ له بإذن الله من أن يَمَسَّه في منامه مكروهٌ، أو ينالَه شَرٌّ أو أذى، أو يصيبَه شيءٌ من الهوَام المُؤْذِية أو الحشرات القاتلة، لا سيَما والإنسان عند نومه يكون غافلاً عن كلِّ ما يجيء إليه، وعن جميع ما يَحدُث له، فإذا اشتغل عندما يَأوي إلى فراشه بهذا الوِرْدِ العظيم والحِرْزِ المتين، حُفِظَ بإذن الله وكُفِيَ وَوُقِيَ، ولَم يَزَلْ عليه من الله حافظٌ إلى أن يُصبح، وهذا يُؤَكِّدُ أهميَّةَ محافظة المسلم على هذا الوِرْدِ كلَّ ليلة عند ما يأوي إلى فراشه؛ لينال هذا الحفظَ، ولتَتَحَقَّقَ له تلك العناية والرعاية.

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحافظُ على هذا الوِرْدِ أشدَّ المحافظة، ولا يَترك قولَه في كلِّ ليلة، ومِمَّا يَدُلُّ على عظم عناية النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم به ما ثبت في بعض طرق الحديث أنَّ عائشةَ رضي الله عنها قالت: "فلمَّا اشْتَكَى صلى الله عليه وسلم كان يَأْمُرُ أن أفعَلَ ذلك به"٢.


١ صحيح البخاري (رقم:٥٠١٧) وصحيح مسلم (رقم:٢١٩٢) .
٢ صحيح البخاري (رقم:٥٧٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>