للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثبت في الصحيح عنها رضي الله عنها: "أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَنْفُثُ على نَفسه في مَرَضِه الَّذي قُبض فيه بالمعوِّذات، فلما ثَقُلَ كنتُ أنا أَنفُثُ عليه بِهنَّ، فأمْسَحُ بيد نفسِه لبَرَكَتِهَ ا"١.

فكان صلى الله عليه وسلم يحافظُ على هذا التعوُّذ مع اشتداد المرض عليه فيقرأ صلى الله عليه وسلم هذه السُّوَر، ويَنفثُ في يده الشريفة، ويأمرُ عائشةَ رضي الله عنها أن تُمِرَّ يدَه على جسده لعدَم تَمَكُّنه من فعل ذلك بسبب المرض والوَجع.

وقول عائشة رضي الله عنها في الحديث: "كان إذا آوى إلى فراشه" أي: إذا رجع إليه وضَمَّه فراشه ودخل فيه، ومنه المأوى وهو المكان الذي يأوي إليه الإنسان.

وقولها "كلَّ ليلة" فيه دلالةٌ على محافظة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على هذا التعوذ في جَميع لياليه.

وقولها: "جَمع كفيه" أي: ضَمَّ يديه وأَلْصَق إحداهما بالأخرى، وهما مفتوحتان إلى جهة الوَجه؛ ليُباشر النفثَ فيهما.

وقولها: "ثم نفث فيهما" أي: اليدين، والنَّفْثُ شَبيهُ النَّفخ، وهو ُّأقل من التفل، وهو خروج الهواء من الفم مع شيء يسير من الرِّيق.

وقولها: "ثمَّ مسح بهما ما استطاع من جسده" فيه دليلٌ على أنَّ السُّنَّة أن يَمسحَ بيده ما استطاع مسحه من بدنه.

ومِمَّّا ينبغي أن يُعلَم هنا أنَّ مسحَ الوجه والبدن خاصٌّ بهذا الموطن، ولا يَصحُّ أن يُعَمَّمَ في كلِّ ذِكرٍ أو دعاء، ولم يَثبت عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في ذلك حديثٌ؛


١ صحيح البخاري (رقم:٥٧٥١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>