للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: اقرأ عند منامك {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (ثم نَمْ على خاتِمَتِها فإنها براءةٌ من الشرك"١.

وقد دلَّ هذا الحديثُ على فضل هذه السورة، وفضل قراءتها عند النوم، والترغيب في أن ينامَ المسلمُ على خاتمتها، ليكون آخرَ ما نام عليه هو إعلانُ التوحيد والبراءةُ من الشرك، ولا ريب أنَّ مَن قرأها وفهم ما دلَّت عليه وعمل بما تقتضيه، فقد برئ من الشرك ظاهراً وباطناً، وقد كان بعض السَّلف يُسميها: المُقَشْقِشَة، يقال: قَشْقَشَ فلان، إذا برئ من مَرضه، فهي تبرئ صاحبها من الشرك.

وتُسَمَّى هي وسورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} بسورَتي الإخلاص؛ لأنَّ فيهما إخلاصُ التوحيد بنوعيه العلمي والعملي لله تبارك وتعالى.

وقد كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُواظب على قراءتهما في ركعتَي الفجر، فيفتَتِحُ بهما عملَ النهار، وكان يقرؤهما في سُنَّة المغرب فيختتمُ بهما عملَ النهار، وكان يوتر بهما فيكونان خاتمةَ عمل الليل، وسبق أن مرَّ معنا أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إذا آوى إلى فراشه، وفي حديث نوفل هذا الترغيبُ في قراءة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عند النوم، فيكونان بذلك الخاتمةَ التي ينام عليها المسلم.


١ المسند (٥/٤٥٦) وصحَّحه الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب (رقم:٦٠٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>