أسألُك العافيةَ" فقال له الرجلُ: أسمعتَ هذا من عمر فقال: من خيرٍ من عمر، من رسول الله صلى الله عليه وسلم "١.
وفي هذه الأحاديث دلالةٌ واضحةٌ على أنَّ روحَ الإنسان بيد الله سبحانه، فهو الذي أوجدها من العدم وخلقها بعد أن لَم تكن، وهو سبحانه الذي إن شاء أمسكها حالَ نوم الإنسان فيُصبحُ في عداد الأموات، وإن شاء أرسلها فيبقى الإنسانُ بذلك على قيد الحياة، ولهذا قال:"لك مماتُها ومحياها" أي: أنَّ ذلك بيدك وتحت تصرُّفك وتدبيرك، ولا يقدرُ عليه أحدٌ سواك، فأنت المحيي وأنت المميتُ، وأنت على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
ولهذا شُرع للمسلم في هذا المقام أن يسأل ربَّه الحفظَ إنْ كَتَبَ له البقاءَ والحياةَ، ويسأله الرحمةَ والمغفرةَ إنْ كَتب له الموتَ، ففي حديث أبي هريرة قال:"إنْ أمسكتَ نفسي فارحمها، وإنْ أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين" وفي حديث ابن عمر قال: "إنْ أحييْتها فاحفظْها، وإنْ أمتَّها فاغفر لها".
وكما ينبغي على المسلم أن يكون عندما يأوي إلى فراشِه متذكِّراً مآلَه ومصيرَه، فإنَّه كذلك ينبغي عليه أن يتذكَّر نعمةَ الله عليه فيما مضى من أيّامه بالطعام والشراب والمسكن والصحة والعافية، فيحمدُ اللهَ ويشكرُه على ذلك.
ولهذا ثبت في صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: "الحمدُ لله الَّذي أَطْعَمَنَا وسَقَانَا، وكفَانَا وآوَانَا،