للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال: "الحَمْدُ للهِ، وسُبْحَانَ اللهِ، ولاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ"، فذكر الكلمات الأربع التي هي أحبُّ الكلام إلى الله عزَّ وجلَّ، كما في صحيح مسلم من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَحَبُّ الكلامِ إِلَى الله تعالى أَرْبَعٌ، لا يَضُرُّك بأيِّهن بدأتَ: سبحانَ الله، والحمدُ لله، ولا إِلَه إِلاَّ الله، والله أكبر"١، وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: "لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ"٢.

والتسبيحُ فيه تنْزيه الله عمَّا لا يليق بجلاله وكماله، والحمدُ فيه إثبات أنواع الكمال له سبحانه، والتهليل فيه توحيده وإخلاص الدِّين له، والتكبير فيه تعظيمه سبحانه وأنَّه لا شيء أكبر منه.

ثم قال: "ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله" وهي كلمة استعانة، الإتيانُ بها في مثل هذا الوقت مناسبٌ غاية المناسبة؛ لأنَّ الإنسانَ عندما يقوم من النَّوم بحاجة إلى هِمَّة عالية ونشاط وجد واجتهاد، والمُعينُ على ذلك كلِّه هو الله وحده، وكلمة "لا حول ولا قوة إلاَّ بالله" فيها تفويض الأمر لله عزَّ وجلَّ وتبرؤ من الحول والقوَّة إلاَّ به، وأنَّ العبدَ لا يملك من أمرِه شيئاً، ولا حيلة له في دفع شرٍّ، ولا قوّة له في جلب خيرٍ إلاَّ بإرادته سبحانه.

ثم قال: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا استُجِيبَ" هكذا جاءت الرواية بالشكِّ، ويحتمل أن تكون للتَّنويع، أي: إن استغفَرَ غفر اللهُ له، وإن دعا أجاب اللهُ دعاءَه.


١ صحيح مسلم (رقم:٢١٣٧) .
٢ صحيح مسلم (رقم:٢٦٩٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>