للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "من غضبه وعقابه" فيه جمعٌ بين الصفةِ وأثرها، فالصفةُ هي الغضب، وأثرُها هو حلولُ العقاب، نعوذ بالله من ذلك.

وقوله: "وشرِّ عباده" أي: مِن كلِّ شرٍّ في أيِّ عبدٍ من عبادِك قام به الشرُّ، والعبوديةُ هنا المراد بها العبودية العامة؛ إذ المخلوقات كلُّها معبَّدةٌ مُذلَّلةٌ لله خاضعةٌ له سبحانه، كما قال تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} ١.

وقوله: "ومن همزات الشياطين وأن يحضرون" الهمزات جمع همزة، والهمزة النخس، والمراد نزغاتُ الشياطين ووساوسُهم وجميعُ إصاباتهم وأذاهم لبَنِي آدم.

وقوله: "وأن يحضرون" أي: أن يحضرَ الشياطين عندي في جميع أحوالي، وعلى هذا فالعبدُ يستعيذ بالله من همزات الشياطين وأن يحضروه أصلاً ويَحوموا حولَه، فتضمَّنت الاستعاذةُ ألاَّ يَمسُّوه ولا يقربوه.

فما أعظَمه من دعاء، وما أعظَم أثره، وما أجمعه للتعوُّذ من كلِّ ما قد يكون سبباً لفزع الإنسان وقلقه، والله وحده وليُّ التوفيق.


١ سورة: مريم، الآية (٩٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>