للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمّ القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم "١.

ومن فضل هذه السورة أنّها لا صلاة لمن لم يقرأ بها، وكلُّ صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداجٌ غيرُ تمام، خرّج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خداجٌ ـ ثلاثاً ـ غيرُ تمام"، فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام فقال: اقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولِعبدي ما سأل، فإذا قال العبدُ: {الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ} قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال: مجّدني عبدي، وقال مرّة: فوّض إليَّ عبدي، فإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال: هذه بيني وبين عبدي ولِعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمِ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} قال: هذا لِعبدي ولعبدي ما سأل"٢.

فهذه الأحاديثُ ونحوُها تدلُّ على عظيم قدر هذه السورة الكريمة وأنَّها أعظم سُوَر القرآن بل لم يُنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلُها، وهي أمُّ القرآن، فالقرآن كلُّه تفسير لها وشرحٌ لمجملها، وذلك لاشتمالها على المعاني التي في القرآن من الثناء


١ صحيح البخاري (رقم:٤٧٠٤) .
٢ صحيح مسلم (رقم:٣٩٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>