على الله تعالى بما هو أهله، ومن التعبد بالأمر والنهي، ومن الوعد والوعيد ونحو ذلك.
قال ابن القيِّم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين بين منازل إيّاك نعبد وإيّاك نستعين:"اعلم أنَّ هذه السورة اشتملت على أمّهات المطالب العالية أتمّ اشتمال وتضمّنتها أكمل تضمّن، فاشتملت على التّعريف بالمعبود تبارك وتعالى بثلاثة أسماء مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها ومدارها عليها، وهي: الله والرّبُّ والرّحمن، وبنيت السورة على الإلهية والربوبية والرّحمة.. إلى أن قال: وتضمّنت إثبات المعاد، وجزاء العباد بأعمالهم حسنها وسيِّئها، وتفرّد الربّ تعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق، وكون حكمه بالعدل، وكلُّ هذا تحت قوله:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، وتضمّنت إثبات النّبوّات من جهات عديدة ... "١، ثمّ أطال النّفَسَ رحمه الله في بيان ما تضمّنته هذه السورة من أمّهات المطالب العالية، وما تضمّنته من الرّدّ على جميع طوائف أهل البدع والضلال، وما تضمّنته من منازل السائرين ومقامات العابدين، وبيان أنّه لا يقوم غيرُ هذه السورة مقامها ولا يسدُّ مسدّها.
ومن هنا فإنَّه يتأكّد على كلّ مسلم أن تعظم عنايتة بهذه السورة الكريمة حفظًا وتلاوةً ومدارسةً وتدبُّرًا، فالمسلم يقرؤها في الصلاة المكتوبة في اليوم والليلة سبع عشرة مرّة، وإذا كان محافظًا على النّوافل أو على كثيرٍ منها فإنَّه يقرؤها مرّات كثيرة، لا يحصيها مدّة عمره وطول حياته إلاّ اللهُ تبارك وتعالى، ومن أسفٍ أنَّك ترى مع ذلك في