الطاعات والتقوى ترك المعاصي والذنوب، هذا عند اجتماعهما في الذِّكر كما في هذا النصِّ، وأمَّا إذا ذكر كلُّ واحد منهما منفرداً فإنَّه يتناول معنى الآخر.
وقوله:"اللَّهمَّ هوِّن علينا سفرنا هذا واطْو عنا بُعده" أي: يسِّره لنا وقصِّر لنا مسافته.
وقوله:"اللهمَّ أنت الصاحب في السفر" المراد بالصحبة المعيةُ الخاصة التي تقتضي الحفظ والعون والتأييد، ومن كان الله معه فمِمَّن يخاف.
وقوله:"والخليفة في الأهل" الخليفة من يخلف من استخلفه فيما استخلف فيه، والمعنى أنِّي أعتمد عليك وحدك يا الله في حفظ أهلي.
وقوله:"اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك من وعثاء السفر" أي: من مشقته وتعبه.
وقوله:"وكآبة المنظر" أي: سوء الحال والانكسار بسبب الحزن والألم.
وقوله:"وسوء المنقلب" أي: الانقلاب والقفول من السفر بما يُحزن ويسوء، سواء في نفسه أو في ماله وأهله.
وقوله:"وإذا رجع قالهنَّ وزاد فيهنَّ: آيبون تائبون عابدون لربِّنا حامدون" من السُّنَّة أن يُقال هذا عند القفول، وأن يُقال كذلك عند الإشراف على بلده والقرب منه؛ لِما روى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه:"أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَشْرَفَ عَلَى المَدِينَةِ قَالَ: آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهَا حَتَّى دَخَلَ المَدِينَةَ "١.
وقوله:"آيبون" أي: نحن آيبون، من آب إذا رجع، والمراد راجعون بالسلامة والخير.
وقوله:"تائبون" أي: إلى الله عزَّ وجلَّ من ذنوبنا وتفريطنا.
١ صحيح البخاري (رقم:٣٠٨٥) ، وصحيح مسلم (رقم:١٣٤٥) .