للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأموال في سبيلك، فقال (١):

ألكني إليّ قومي وإن كنت نائيا ... يأبى قطين البيت عند المشاعر

فكفّوا عن الوجد الذي قد شجاكم ... ولا تعلموا في الأرض نصّ الأباعر

فإنّي بحمد الله في خير أسرة ... خيار معد كابر بعد كابر

وإنّي مولى للنّبيّ (٢) ... محمد

حويت بهم سهم القريع المفاخر

فمضى الرجل وأخبر حارثة، ولحارثة في ذلك شعر [من الطويل]: (٣)

بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحيّ يرجى أم أتى دونه الأجل

فو الله ما أدري وإنّي لسائل ... أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل

فيا ليت شعري هل لك (٤) ... الدّهر رجعة

فخير من الدّنيا رجوعك لي بجل

سأعمل نصّ العيس في الأرض جاهدا (٥) ... ولا نسأم التّطواف إذ تسأم الإبل

وإن هبّت الأرياح هيّج ذكره ... فيا طول أحزاني عليه ويا وجل

تذكّرنيه الشّمس عند طلوعها ... وتعرض ذكراه إذا عسعس الطفل

حياتي أو تأتي عليّ منيّتي ... وكلّ أمرئ (٦) فان وإن غرّه الأمل

ثمّ إن حارثة أقبل مكة وأخواه وولده وبعض عشيرته، فإذا النّبيّ عليه السّلام في فناء الكعبة في نفر من أصحابه، وزيد فيهم، فلمّا نظروا إليه عرفوه وعرفهم، فقالوا: يا زيد، فلم يجبهم انتظارا منه لرأي رسول الله عليه السّلام، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من هؤلاء يا زيد؟ فقال: يا رسول الله، هذا أبي وهذان عمّاي، وهذا أخي، وهؤلاء عشيرتي، فقال له: قم يا زيد، فسلّم عليهم، وسلّموا عليه، فقال (٧): امض معنا يا زيد، فقال: ما أريد برسول الله بدلا، (٢٦٥ ظ) ولا أوثر عليه أحدا، قالوا: يا محمد، إنّا معطوك بهذا الغلام ديّات، فسمّ ما شئت، فإنّا حاملوه إليك، فقال: أسألكم أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وأنّي خاتم أنبيائه ورسله (٨)، فأبوا وتلكؤوا (٩)،


(١) الطبقات الكبرى ٣/ ٤١، وصفة الصفوة ١/ ٣٧٩، والمنتظم ٣/ ٣٤٧، ما عدا البيت الأخير.
(٢) أ: النبي.
(٣) ينظر: صفوة الصفوة ١/ ٣٧٨، والبدء والتاريخ ٥/ ٢٢، والمنتظم ٣/ ٣٤٧.
(٤) ساقطة من الأصل وأ. والصواب ما أثبت يتنظر: مصادر التخريج.
(٥) ع: صاهرا.
(٦) الأصول المخطوطة: امرؤ، والتصويب من كتب التخري.
(٧) ع: فقالوا له.
(٨) ساقطة من ك.
(٩) بياض في ع، وا: تلكأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>