للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكسوتك نقيض قولك: عرّيته، وكسي (١) يكتسي، إذا صار مكتسيا، والكاسي، من كسوت، وهو الملبس، ومن كسى يكسي، هو (٢) اللباس.

{قَوْلاً مَعْرُوفاً:} أن تقول: جبركم الله (٣) وأصلح بالكم وبصركم (٤) مصالح معاشكم ومعادكم، وقيل: هو العدة الجميلة وتمنية الخير، وقيل: هو الوعظ. وفي الجملة هو أن تلطف لهم القول بما يرضيهم ولا يسخط ربّه (٥).

٦ - {وَاِبْتَلُوا الْيَتامى:} واختبروهم في المعاملات قبل البلوغ (٦).

{حَتّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ:} تأجيل وتوقيت، وهو بلوغهم وقت الإنزال، ما بين ثنتي عشرة سنة إلى ثماني عشرة سنة (٧). وقال سعيد بن جبير في قوله: {وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} [الأنعام:١٥٢]، قال: ثماني عشرة سنة (٨)، وإليه ذهب أبو حنيفة رحمه الله (٩).

{فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً:} شرط، أي: فإن أحسستم (١٠) منهم تهديا في المعاملات.

{فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ:} حكم معلّق بشرط، ومجرده لا يدلّ على نفي ما عداه، ولأنّ الآية تضمّنت حكم الدّفع عند وجود الشّرط، ولم تتضمّن الدّفع عند عدمه. وعن ابن سيرين وإبراهيم النّخعيّ لم يريا (١١) الحجر على الحرّ، وبه أخذ أبو حنيفة رحمه الله (١٢).

{وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً:} أي (١٣): مسرفين، أو بإسراف (١٤). وكلّ نفقة لم يأذن به الله تعالى فهو إسراف (١٥).


(١) في الأصل: ويكسي، وفي ب: وكسي يكسى، بدل (وكسي يكتسي).
(٢) في ع: وهو. وينظر: لسان العرب ١٥/ ٢٢٣ (كسا).
(٣) في ك: بالله.
(٤) في ع: ونصركم، وبعدها في ب: معايشكم، بدل (معاشكم).
(٥) ينظر: الكشاف ١/ ٤٧٢، وتفسير القرطبي ٥/ ٣٣، والبحر المحيط ٣/ ١٧٨ - ١٧٩.
(٦) تفسير مجاهد ١/ ١٤٥، والبغوي ١/ ٣٩٤.
(٧) ينظر: تفسير البغوي ١/ ٣٩٤.
(٨) ينظر: شرح معاني الآثار ٣/ ٢٢٠.
(٩) ينظر: شرح معاني الآثار ٣/ ٢١٨، وتفسير البغوي ١/ ٣٩٤، والكشاف ١/ ٤٧٣.
(١٠) في ع: أحسنتم. وينظر: تفسير القرآن الكريم ٢/ ٢٥٧، وتفسير البغوي ١/ ٣٩٤، والمغني ٤/ ١٦٨.
(١١) في الأصل وع: يريان، وفي ب: يرياني، والصواب ما أثبت.
(١٢) ينظر: المحلى ٨/ ٢٨٠، وبداية المجتهد ٢/ ٢١٠، وتفسير القرطبي ٥/ ٣٧.
(١٣) النسختان: أو.
(١٤) ينظر: الكشاف ١/ ٤٧٤، ومجمع البيان ٣/ ٢٠، والمجيد ٣٠٥ (تحقيق: د. عطية أحمد).
(١٥) ينظر: لسان العرب ٩/ ١٤٨ (سرف).

<<  <  ج: ص:  >  >>