للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الإعراض) (١): الصّفح.

١٧ - {التَّوْبَةُ:} إعادة النّعمة والتّوفيق (٢).

{عَلَى اللهِ:} مجازه: في ضمان الله ووعده (٣).

{لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ:} العمل السّيّئ بغير علم بوجوب العقوبة (٤).

{ثُمَّ يَتُوبُونَ:} قبل المعاينة (٥).

١٨ - الله نفى توبة الذين يتوبون ويؤمنون عند المعاينة قبل خروج أنفسهم، والذين يموتون سكرى ومصعوقين وفجاءة فلا يعاينون شيئا إلاّ بعد الموت، فالتّوبة على الله غير واجبة لهذين الفريقين، ولكن أمرهم في مشيئته يغفر لمن يشاء ما خلا الشّرك والكفر والنّفاق من غير وعد ولا ضمان ولكن بفضل (٦) منه ورحمة.

{أَعْتَدْنا:} أي: جعلناه عتادا لهم (٧). و (العتاد): المعتد اللازم، والشّيء العتيد: الحاصل المعدّ (٨).

١٩ - {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً:} كان الرّجل يرث امرأة أبيه في الجاهليّة بالمهر الأوّل إن شاء تزوّجها بذلك، وإن شاء زوّجها ممّن شاء على أن يكون له المهر، هكذا روي عن الحسن وأبي مجلز إلاّ أنّ مجاهدا قال: ابنه لم يتزوّج امرأة أبيه ولكنّه يزوّجها من غيره، وليس ذلك بصحيح إلاّ إن عنى به أمّه (٩).

{وَلا تَعْضُلُوهُنَّ:} نهى (١٠) الأزواج عن إمساكهنّ على وجه مضارّتهنّ ليفتدين بمهورهنّ، عن ابن عبّاس (١١). وقال الزهريّ: كانوا يطلّقون ويراجعون بغير عدّة يطولون العدّة بذلك (٧٣ ب) مضارّة لا يقربوهنّ ولا يدعوهنّ (١٢) يتزوّجن، فنهوا عن ذلك.


(١) في الآية نفسها: فَأَعْرِضُوا عَنْهُما. وينظر: تفسير الطبري ٤/ ٣٩٤ - ٣٩٥، ومجمع البيان ٣/ ٤١.
(٢) ينظر: تفسير القرآن الكريم ٢/ ٢٧٧.
(٣) في الأصل: وعده. وينظر: الكشاف ١/ ٤٨٨، والتفسير الكبير ١٠/ ٢.
(٤) ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٢٥٩، وتفسير الطبري ٤/ ٣٩٧، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ١٤٦.
(٥) ينظر: تفسير الطبري ٤/ ٣٩٨، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ١٤٦، وزاد المسير ٢/ ٩٨.
(٦) في ب: تفضل. وينظر: تفسير البغوي ١/ ٤٠٨، ومجمع البيان ٣/ ٤٤ - ٤٥.
(٧) ينظر: تفسير الطبري ٤/ ٤٠٤، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ١٤٨.
(٨) ينظر: لسان العرب ٣/ ٢٧٦ - ٢٧٧ (عتد).
(٩) ينظر: تفسير الطبري ٤/ ٤٠٤ - ٤٠٧، وزاد المسير ٢/ ٩٩ - ١٠٠، والبحر المحيط ٣/ ٢١١.
(١٠) في ب: بين.
(١١) ينظر: تفسير الطبري ٤/ ٤٠٨، والبحر المحيط ٣/ ٢١٢.
(١٢) في ع: ولا يدعونهن، وفي ب: ولا تدعوهن. وينظر: زاد المسير ٢/ ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>