للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والألف واللام للجنس (١).

{رَبِّ الْعالَمِينَ:} الرّبّ: السيّد والمولى، قال يوسف عليه السّلام: {اُذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف:٤٢]، وقال (٢): {اِرْجِعْ إِلى رَبِّكَ} [يوسف:٥٠]. وربما يراد به المالك، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم (٣): (أربّ إبل أنت أم ربّ غنم، فقال: من كلّ آتاني الله فأكثر وأطيب). ويدلّ على نوع تصرّف وتدبير وتعهّد، يقال للقائم بالعلم: ربّانيّا، ويقال: رببت الأديم والعودة (٤). فالله سيّد عباده، ومالك جميع الأشياء، ومدبّرها ومقدّرها (٥).

العالمون: الإنس والجنّ عن ابن عبّاس رضي الله عنهما، لقوله: {لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً} [الفرقان:١]، وهو جمع الجمع، ولا واحد له من لفظه (٦). وقيل (٧): العالم ما حواه (٨) الفلك، ثمّ كلّ جنس منه عالم على حدة عند التفصيل، وبيانه أنّ الجنّ عالم، والإنس عالم، والطير عالم، والمواشي عالم، ثمّ كلّ جماعة كثيرة من كلّ جنس عالم، وبيانه أنّ العرب عالم، والعجم عالم، (٢ و) وأهل كلّ عصر عالم، وأنشد العجّاج (٩): [من الرّجز]

وخندف هامة هذا (١٠) العالم

وإنّما جمع جمع العقلاء لتغليب العقلاء على غيرهم (١١)، كقوله: {وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ} الآية [النور:٤٥]، وهذه الآية تعليم (١٢) من الله عباده كيف يدعونه.

و (قولوا) مقدّر في الابتداء (١٣)، لما أشرنا إليه.

٤ - {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ:} «قاضي يوم الجزاء» (١٤). وتخصيص ذلك اليوم لتعظيم


(١) ينظر: المحرر الوجيز ١/ ٦٦، وتفسير القرطبي ١/ ١٣٣.
(٢) في ب: فقال، وهو تحريف.
(٣) في الأصل: علهم، بدل صلّى الله عليه وسلّم، وهو اختصار من الناسخ لهذه العبارة. والحديث في مسند الحميدي ٢/ ٣٩٠ - ٣٩١، وغريب الحديث لابن قتيبة ١/ ١٦٦.
(٤) العود: الجمل المسنّ وفيه بقية، ويقال للفرس: العودة، ينظر: لسان العرب ٣/ ٣٢١ (عود).
(٥) ينظر: تفسير القرآن الكريم ١/ ٢٢٨، والنكت والعيون ١/ ٥٥، ولسان العرب ١/ ٣٩٩ (ربب).
(٦) ينظر: تفسير البغوي ١/ ٤٠، والمحرر الوجيز ١/ ٦٧، وتفسير الخازن ١/ ١٩.
(٧) ينظر: إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ١/ ١٣.
(٨) في ب: حوله.
(٩) ديوانه ٢٩٩، ورصف المباني ٥٦.
(١٠) في ب: ذا.
(١١) ينظر: إرشاد العقل السليم ١/ ١٤.
(١٢) في ب: تعلمهم.
(١٣) ينظر: زاد المسير ١/ ٨.
(١٤) الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ١/ ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>