للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التحديد يثير الشك بصحة الرواية فضلًا عن ضعف الإسناد (١).

لقد مضى الاثنان في الطريق إلى المدينة وهما يحسان برصد المشركين لهما.

قال أبو بكر: "أخذ علينا بالرصد فخرجنا ليلًا" (٢)، ووقعت معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم في طريق الهجرة، ولنقرأ ما سجّله الصديق رضي الله عنه عن بداية الرحلة قال: "أسرينا ليلتنا كلها حتى قام قائم الظهيرة، وخلا الطريق فلا يمر فيه أحد، حتى رُفعت لنا صخرة طويلة لها ظل، لم تأت عليه الشمس بعد، فنزلنا عندها، فأتيتُ الصخرة فسويت بيدي مكاناً ينام فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - في ظلها ثم بسطت عليه فروة.

ثم قلت: "نم يا رسول الله وأنا أنفض لك ما حولك، فنام"

ثم حكى أبو بكر خبر مرور راع بهما، فطلب منه لبنا، وصادف استيقاظ الرسول فشرب ثم قال: "ألم يأن للرحيل" قلت: بلى قال: فارتحلنا بعدما زالت الشمس، وأتبعنا سراقة بن مالك ونحن في جَلد من الأرض (٣) (٤).

وقد اشتهر في كتب السيرة والحديث خبرُ نزول الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بخيمة أم مَعْبد بقديد طالبين القِرى، فاعتذرت لهم لعدم وجود طعام عندها، إلا شاة


(١) ابن سعد: الطبقات ١/ ٢٣٢ بإسناد واهٍ فيه عبد الملك بن وهب المذحجي اسمه الحقيقي سليمان بن عمرو النخعي قال الإمام البخاري: معروف بالكذب (التاريخ الكبير ٢/ ٢/ ٢٨ وانظر حاشية المعلمي اليماني على الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٥/ ٣٧٣) وانفرد بتوثيقه ابن حبان (الثقات ٧/ ١٠٨) وفي السند محمد بن بشر بن محمد الواسطي أبو أحمد العسكري، والصحيح أنه بشر بن محمد بن أبان السكري البصري. ترجم له البخاري ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً (التاريخ الكبير ١/ ٢/ ٨٤) وقال أبو زرعة الرازي: هو شيخ (الجرح والتعديل ٢/ ٣٦٤) وذكر ابن عدي فيه جرحاً شديداً (الكامل ٣/ ١٠٩٦ - ١١٠٠) ثم إن اعلاه يشك البخاري في إرساله حيث تسائل: الحر ما أدرى أدرك أبا معبد؟ (التاريخ الكبير ١/ ٢/ ٨٤).
(٢) صحيح البخاري (فتح الباري ٧/ ٢٥٥).
(٣) يعني أرضاً صلبة مستوية.
(٤) صحيح مسلم ٤/ ٢٣٠٩ من حديث البراء بن عازب.

<<  <  ج: ص:  >  >>