للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنقطعات" أي لا تقوم بها حجة (١). إن أعظم ما يبريء ساحة خالد ويفيد أنه اجتهد فأخطأ هو عدم معاقبة الرسول صلى الله عليه وسلم له واكتفاؤه بالبراءة من عمله.

وعلى أية حال فإن اثنتين من سرايا المسلمين كانت في ديار هوازن وثقيف. ولم تكن هذه السرايا لتخفى على هوازن التي بدأت تحشد قواها في حنين بعد نصف شهر فقط من فتح مكة لمواجهة المسلمين (٢). وقد عزمت على مهاجمة المسلمين قبل أن يهاجموها، ومما يدل على أنهم أرادوها موقعة فاصلة حشدُهُم للأموال والنساء والأبناء، حتى لا يفر أحد دون ماله وأهله. وكان يقودهم مالك بن عوف النصري وقد انضمت إلى هوازن بعض القبائل الأخرى من غطفان وغيرها (٣)، وتخلف عنه من هوازن كعب وكلاب (٤).

ويلاحظ أن مالك بن عوف رتب قومه بشكل صفوف حسنة، وقد الخيل ثم الرجالة ثم النساء ثم الغنم ثم الإبل (٥). وكان مالك النصري في الثلاثين من عمره، وقد عرف بالشجاعة وحسن البلاء في القتال (٦)، وقد وردت روايات تبين أن دريد بن الصَّمة أنكر على مالك النصري الخروج بالنساء والأطفال والأموال لأن المنهزم لا يرده شئ- في رأيه- لكن مالك النصري لم يعمل برأيه (٧).

وقد انفرد الواقدي بتقدير عدد جيش هوازن فذكر انهم عشرون ألفا (٨).

وقد مال الحافظ ابن حجر إلى قبول هذا التقدير فقال إنهم كانوا ضعف عدد المسلمين وأكثر (٩).


(١) سيرة ابن هشام ١/ ٤٣١، والطبري ٣/ ٦٦ وابن كثير: البداية والنهاية ٤/ ٣١٣ - ٣١٤.
(٢) الطبري: تاريخ الرسل والملوك ٣/ ٧٠.
(٣) البخاري: صحيح ٥/ ١٣٠ - ١٣١ ومسلم: الصحيح ٢/ ٧٣٥.
(٤) سيرة ابن هشام ٢/ ٤٣٧.
(٥) صحيح مسلم ٢/ ٧٣٦ وأحمد: المسند ٣/ ١٥٧.
(٦) ابن حجر: الإصابة ٣/ ١٨٢، ٣٥٢.
(٧) سيرة ابن هشام ٢/ ٤٣٧.
(٨) مغازي الواقدي ٣/ ٨٩٣.
(٩) فتح الباري ٨/ ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>