للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحتها فأصابتهم السهام (١) وهذه هي أول غزوة يستخدم فيها المسلمون آلات لضرب الحصون، وقد اشتهرت جرش اليمانية - التي لا تزال أطلالها قائمة أعلى وادي بيشة (٢) - بصناعة الدبابات والمجانيق والضبور (٣). ويذكر ابن إسحق أن اثنين من وجوه ثقيف كانا يتعلمان في جرش صنعة هذه الآلات للاستفادة منها في الدفاع عن الطائف (٤).

أما عن حصول المسلمين على آلات الحرب هذه حيث ضربوا الحصون بالمنجنيق (٥) فقد ذكر أن خالد بن سعيد بن العاص جاء بمنجنيق ودبابتين من جرش في حين تفيد رواية أخرى أن سلمان الفارسي عمل المنجنيق بيده (٦).

ومن الواضح أن آلات فك الحصار لم تكن متوافرة للمسلمين بالقدر الكافي.

وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتحريق بساتين العنب والنخيل في ضواحي الطائف للضغط على ثقيف التي ناشدته ألا يفعل فتركها بعد أن أحدثت المحاولة أثرها في إضعاف معنوياتهم (٧).


(١) ابن إسحق (سيرة ابن هشام ٢/ ٤٧٨ - ٤٨٣) وعن الدبابة أنظر: محمود شيت خطاب: الرسول القائد ٢٥٤.
(٢) الحربي: كتاب المناسك، تعليق حمد الجاسر، ص ٢٨٥.
(٣) يتكون المنجنيق من عمود طويل قوي موضوع على عربة ذات عجلتين في رأسها حلقة أو بكرة، يمر بها حبل متين، في طرفه الأعلى شبكة في هيئة كيس، توضع حجارة أو مواد محترقة في الشبكة، ثم تحرك بواسطة العمود والحبل فيندفع ما وضع في الشبكة من القذائف ويسقط على الأسوار فيقتل أو يحرق ما يسقط عليه (محمود شيت خطاب: الرسول القائد ٢٥٤).
(٤) ابن إسحق (سيرة ابن هشام ٢/ ٢٧٨) والطبري: تاريخ ٢/ ٣٥٣ ط. القاهرة.
(٥) أبو داؤد: المراسيل ٣٧ بإسناد صحيح إلى مكحول من مراسيله، وبإسناد آخر إلى عكرمة مولى ابن عباس من مراسيله. واحتج الإمام الشافعي بهذه الحادثة (الأم ٤/ ١٦١).
(٦) الواقدي: المغازي ٣/ ٩٢٧، ٩٢٣ وقد ذكر أن الطفيل بن عمرو الدوسي ذهب بأمر رسول الله إلى صنم يدعى ذا الكفين فهدمه ووافى المسلمين في الطائف مع أربعمائة من قومه ومعهم دبابة ومنجنيق.
(٧) البيهقي: السنن الكبرى ٩/ ٨٤ من مراسيل موسى بن عقبة وعروة بن الزبير وفي إسناده إلى كل منهما من لم أقف على ترجمته. وابن إسحق من مراسيل عمرو بن شعيب، وانظر: الأم للشافعي ٧/ ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>