للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنفقين على جيش تبوك، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من جهز جيش العسرة فله الجنة" فجهزهم عثمان (١). حيث جاء بألف دينار فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما ضرَّ ابن عفان ما عمل بعد اليوم" - يرددها مرارا (٢) -. وقد وردت روايات أخرى لكنها ضعيفة تفيد أن عثمان قدم معونات أخرى للجيش كالإبل وعدتها (٣). وإن كان ذلك لا يمنع أن عثمان قدم ذلك، فقد ثبت أن الصحابة أقروا له بتجهيز جيش العسرة، وهم ثلاثون ألف مقاتل فلابد أنه أنفق نفقة عظيمة في ذلك.

وقد ذكر الطبري بأسانيد عديدة لا تخلوا جميعا من ضعف لكنها تتساند لتقوية الخبر تاريخيا - أن عبد الرحمن بن عوف أنفق ألفي درهم - وهي نصف أمواله في تجهيز جيش العسرة (٤).


(١) صحيح البخاري: كتاب الوصايا ٤/ ١١؛ وفتح الباري ٥/ ٣٠٦، وقارن بسنن الترمذي؛ كتاب المناقب ١٢/ ١٥٣ - ١٥٤، وقال: حديث حسن صحيح غريب.
(٢) مسند أحمد ٥/ ٥٣؛ وسنن الترمذي: كتاب المناقب ١٣/ ١٥٤ - ١٥٥. وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. والحاكم: المستدرك ٣/ ١٠٢، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التصحيح، ولكن يبدو أنهما تساهلا في تصحيحه لأن في إسناده كثير بن أبي كثير مولى ابن سمرة حكم عليه الحافظ في التقريب أنه مقبول (٢/ ١٣٣) ووثقه العجلي وابن حبان وهما متساهلان (ميزان الاعتدال ٣/ ٤١٠) ويبدو أن الحديث صالح للاعتبار ويقوي بغيره إلى الحسن.
(٣) سنن الترمذي، كتاب المناقب ١٣/ ١٥٣ - ١٥٤ وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث السكن بن المغيرة. والحاكم: المستدرك ٣/ ١٠٢ وصححه ووافقه الذهبي، ولكن فيه فرقد أبو طلحة مجهول العين (تهذيب التهذيب ٨/ ٢٦٤) فلا يسلم لهما بهذا التصحيح.
(٤) الطبري: تفسير ١٠/ ١٩١ - ١٩٦ وفيه المثنى بن إبراهيم الأملي لا يعرف وعمر ابن أبي سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف نبه الشيخ محمود محمد شاكر على سقوطه من السند وأنه يضعف.
و١٠/ ١٩٤ - ١٩٥ وهو مسلسل بالضعفاء العوفيين.
و١٠/ ١٩٧ وفي إسناده محمد بن رجاء أبو سهل العباداني لا يعرف وعامر بن يساف ضعيف.
و١٠/ ١٩٥ وهو من مرسل مجاهد وفي سنده عبد الله بن أبي نجيح وهو مدلس وقد عنعن عن مجاهد.
و١٠/ ١٩٥ وهو من مرسل قتادة بإسنادين صحيحين إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>