للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنهم أو سد جوعهم أو إلحاق الهزيمة بعدوهم. أما المعجزة القرآنية فكانت تحديا مباشرا للكفار وسببا فى إسلام من أسلم منهم بالإضافة إلى تأثير شخص النبي-صلى لله عليه وسلم- فى حسن خلقه الجم ,ولطف حديثه ,وكمال معانيه وسدادها.

قال ابن تيمية -رحمه الله- فى كتاب النبوات: "والقرآن مما يعلم الناس -عربهم وعجمهم - أنه لم يوجد له نظير له مع حرص العرب وغير العرب على معارضته, فلفظه آية, وأخباره آية, وأمره ونهيه, ووعده ووعيده آية, وجلالته وعظمته وسلطانه على القلوب آية, وإذا ما ترجم بغير العربي كانت معانيه آية, كل ذلك لا يوجد له نظير فى العالم" (١).

وهذا تفصيل جميل لأوجه الإعجاز القرآنى لفظا ومعنى, وقد بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكانة المعجزة القرآنية فى دعوته ,وأنها الغالبة على سائر معجزاته فقال: "ما من الأنبياء إلا أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر, وإنما كان الذى أوتيته وحيا أوحاه الله إلى ,فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة" (٢).

ورجاؤه -صلى الله عليه وسلم- أن يكون أكثر اتباعا ممن سبقه من الأنبياء لخلود رسالته ,وخلود معجزاته القرآنية التى تكفل انضواء اتباع جدد تحت رايته حتى قيام الساعة.

قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (٣) وقال: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٣) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (٤). وقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (٥).


(١) ابن تيمية: النبوات ١٦٤.
(٢) متفق عليه (صحيح البخارى٩/ ٣ وصحيح مسلم١/ ١٣٤).
(٣) الإسراء:٨٨.
(٤) هود:١٤.
(٥) يونس:٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>