للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقوله: "تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحبَّ أن يعرض عملي وأنا صائم" (١).

ومنهجه في الاتصال الدائم بالله لا يختل سواء كان في صلاة أو صوم أو كان مضجعا، قالت عائشة - رضي الله عنها -: "يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال: يا عائشة إن عينيَّ تنامان ولا ينام قلبي" (٢).

فقد كان يذكر الله على كل أحيانه، فإذا نام ذكر الله قائلا: "باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين" (٣).

وإذا استيقظ قال: "الحمد الله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور" (٤). وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. ثم يمسح ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات"

(٥).

وعن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: "الحمد الله الذي أطعمنا وساقانا وكافانا وآوانا، فكم ممَّن لا كافي له ولا مؤوى" (٦).

فدعواته صلى الله عليه وسلم عند النوم فيما معاني التسليم لله تعالى، وأنه لا حول ولا قوة للإنسان إلا بالله، وأن الله وحده المحيي والمميت، وإنه يستحق الحمد على النوم والاستيقاظ والطعام والشراب والكفاية عن سؤال الناس والإيواء بما يحمله من معاني الطمأنينة والستر، وما أعظم دلالات قوله عليه الصلاة والسلام: "فكم ممن لا كافي له ولا مؤوى". نعم كم من الناس على وجه الأرض لا يجد كفايته


(١) صحيح سنن الترمذي ١/ ٢٢٧.
(٢) صحيح البخاري ٢/ ٤٧ - ٤٨ وصحيح مسلم ١/ ٥٠٩ حديث رقم ٨٣٨.
(٣) صحيح البخاري ٧/ ١٤٩.
(٤) صحيح البخاري ٧/ ١٤٧.
(٥) صحيح البخاري ٦/ ١٠٦.
(٦) صحيح مسلم ٤/ ٢٨٥ حديثه رقم ٢٧١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>