للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَقُولُ بَاطِلًا دَفَعَنا إليكُم صَاحِبنَا، فَقَتَلْتُم أَو اسْتَحْيَيْتُم، فقَالُوا: قَدْ رَضِينَا بالذي تَقُولُ، فَفُتِحَتِ الصَّحِيفَةُ، فَوُجِدَ الصَّادِقُ المُصَدَّقُ قدْ أَخْبَر خَبَرها قَبْلَ أَنْ تَفْتُحَ، فَلَمَّا رأَتْهَا قُرَيْشٌ كالذي قالَ أَبو طَالبٍ، قَالُوا: والله، مَا كَانَ هَذا إلَّا سِحْرٌ مِنْ صَاحِبكُم، وانْتَكَسُوا وعَادُوا لِشَرِّ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ كُفْرِهِم، والشِّدّةِ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأَصْحَابه ورَهْطِهِ، والقِيَامِ عَلَى مَا تَعَاهَدُوا عَلَيْهِ، فقالَ أُولَئِكَ النَّفَرُ مِنْ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ: إنَّ أَوْلىَ بالكَذِبِ والسِّحْرِ غَيرنَا، فكَيْفَ تَرَوْنَ فإنَّا نَعْلَمُ أنَّ الذي اجْتَمَعْتُم عَلَيْهِ مِنْ قَطِيعَتِنَا أَقْرَبَ للجِبْتِ والسِّحْرِ، ولَوْلَا الذي اجْتَمَعْتُم عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ لمْ تَفْسُد الصَّحِيفَةُ، وَهِي في أَيْدِيكُمْ، فَمَا كانَ لله عَزَّ وَجَلَّ مِن اسْم هُو فِيهَا طَمَسهُ، ومَا كَانَ مِنْ بَغِيٍّ تَرَكَهُ في صَحِيفَتِكُم، أَفَنَحْنُ السَّحَرةُ أَم أنْتُم، فَنَدِمَ المُشركُونَ مِنْ قُرَيْشٍ عِنْدَ ذَلِكَ، وقالَ رِجَالٌ: مِنْهُم أَبو البَخْتَرِيِّ، وَهُو العَاصُ بنُ هَاشِمِ بنِ الحَارِثِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ، ومِنْهُم: المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ، و [هِشامُ] (١) بنُ عَمْرو أَخُو بَنِي عَامِرِ بنِ لُؤَيٍّ، وكَانَت الصَّحيفَةُ عِنْدَهُ، وزُهَير بنُ أُمَيَّةَ، وزَمْعَةُ بنُ الأَسْوَدِ بنِ المُطَّلِبِ ابنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ في رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ، ولَدَتْهُم نِسَاءُ بَنِي هَاشِمٍ كَانُوا قدْ نَدِمُوا على الذي صَنَعُوا، [فقالُوا] (٢): نَحْنُ بُرَآءُ مِنْ هَذِه الصَّحِيفَةِ، فَلَمَّا أَفْسَدَ الله عَزَّ وجَلَّ صَحِيفَةَ مَكْرِهِم خَرَجَ رَسُولُ اللهِ -صلي الله عليه وسلم- ورَهْطُهُ فَعَاشُوا وخَالَطُوا النَّاسَ (٣).

...


(١) جاء في الأصل: (هاشم) وهو خطأ.
(٢) جاء في الأصل: (فقال)، وهو خطأ مخالف للسياق.
(٣) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة (٢٠٥) من طريق عمرو بن خالد به. وله طرق أخرى، ينظر: البداية والنهاية ٤/ ٢٠٧.