للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنَ مُحمَّدٍ التَّيْمِيَّ الأَصْبَهَانيِّ تَكَلَّمَا فِيه (١)، وقالَ: (وهَذا لَيْسَ بِقَادِحٍ -إنْ صَحَّ- فإنَّ الأَنْصَارِيَّ والتَّيْمِيَّ وأَمْثَالِهِما يَقْدَحُونَ بأَدْنَى شَيءٍ يُنْكِرُونَهُ مِنْ مَوَاضِعِ النِزَاعِ، كَمَا هَجَرَ التَّيْمِيُّ عَبْدَ الجَلِيلِ الحَافِظَ كُوْتَاه عَلَى قَوْلهِ: يَنْزِلُ بالذَاتِ، وَهُو في الحَقِيقَةِ يُوَافِقُهُ على اعْتِقَادِه، ولَكِنْ أَنْكَرَ إطْلَاق اللَّفْظِ لِعَدَمِ الأَثَرِ بهِ) (٢).


(١) أبو إسماعيل الأنصاري هو شيخ الإِسلام عبد الله بن محمَّد بن علي الهروي، قال الذهبي: وكان جِذْعا في أعين المتكلمين وسيفا مسلولا على المخالفين، وطودا في السنة لا تزعزعه الرياح، صنف كتاب: الفاروق في الصفات، وكتاب ذم الكلام، وكتاب منازل السائرين، وكتاب الأربعين حديثا في السنة، توفي سنة (٤٨١)، ينظر: سير أعلام النبلاء ١٨/ ٥٠٣.
قلت: وكتابه منازل السائرين هو الذي شرحه الإِمام ابن القيم في كتابه العظيم (مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين) فأفاد وأجاد، وهو من خير ما كتب في علوم الأخلاق، وآداب النفوس وتربيتها، بأسلوب أهل الزهد والرقائق من السلف الصالح رضوان الله عليهم، وقد انتقد أبا إسماعيل في بعض المواضع المخالفة. وكتاب أبي إسماعيل الآخر (ذم الكلام) طبع أكثر من طبعة، وكذا كتاب (الأربعين).
أما أبو القاسم التيمي الطلحى فهو الحافظ الكبير شيخ الإِسلام الأصبهاني، الملقب بقوام السنة، صاحب الكتب المشهورة مثل الترغيب والترهيب، والحجة في بيان المحجة، وسير السلف، وكلها مطبوعة، وله كتب أخرى غيرها، توفي سنة (٥٣٥)، ينظر: تذكرة الحفاظ ٤/ ١٢٧٧.
(٢) الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٥٧ - ٥٨.
قلت: وأهل السنة والجماعة يقولون في نزول الله تعالى: أنه تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف شاء، وكما شاء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقد صنف أبو القاسم بن منده مؤلفا في هذه المسألة، نقل منه شيخ الإِسلام ابن تيمية، وسنذكر كلامه في مبحث مصنفاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>