للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنْ كَانَ في الرُّؤْيَةِ سَمَّانيِ سَالمِيًّا (١)، وأَنا مُتَمَسكٌ بالكِتَابِ والسُّنَّةِ، مُتَبَرِّئٌ إلى الله مِنَ الشَّبَه، وَالمِثْلِ، والضِّدِّ، والنِّدِّ، والجِسْمِ، والأَعْضَاءِ، والآلَاتِ، ومِنْ كُلِّ مَا يُنْسَبُ إليَّ ويُدَّعَى عَلَيَّ، مِنْ أنْ أَقُولَ في الله تَعَالىَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ أَو قُلْتُهُ، أَو أَرَاهُ، أَو أَتَوهَّمُهُ، أَو أَتحَرَّاهُ، أَو أَنْتَحِلُهُ) (٢).

وقالَ الذَّهَبِيُّ: (وفيهِ تَسَنُّنٌ مُفْرِطٌ أَوْقَعَ بَعْضَ العُلَمَاءِ في الكَلَامِ في مُعْتَقَدِه، وتَوَهَّمُوا فيهِ التَّجْسِيمَ، وَهُو بَرِيءٌ مِنْهُ فيمَا عَلِمْتُ، ولكِن لَو قَصَرَ مِنْ شَأْنهِ لَكَانَ أَوْلىَ به) (٣).

وذَكَر ابنُ رَجَبٍ بأنَّ شَيْخَ الإسلَامِ أَبا إسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيَّ وأَبا القَاسِمِ إسْمَاعِيلَ


= أتباع عبد الله بن أباض-وهم أكثر الخوارج اعتدالا، وأقربهم إلى أهل السنة والجماعة، ينظر: مقالات الإِسلاميين لأبي الحسن الأشعري ١/ ٢٠٣، والملل والنحل للشهرستاني ١/ ١١٤، وكتاب الفرق والجماعات الإِسلامية المعاصرة وجذورها التاريخية لصديقنا الفاضل الأستاذ الدكتور سعد الدين صالح رحمه الله تعالى ص ١١٣ وما بعدها.
(١) السَّالمِيَّة هم أتباع أحمد بن محمَّد بن سالم، قال الذهبي في العبر ٢/ ٣٢٦: (أبو الحسن بن سالم البصرَي شيخ السَّالمِيَّة، وكانَ له أحوال ومجُاهدات، وعنه أخذ الأستاذُ أبو طالب صاحب القُوْت، وهو آخر أصحاب سَهْل التُّسْتَرِي وَفَاةً، وقد خالف أُصُولَ السنة في مَوَاضِعَ، وبالغ في الإثْبَات في مواضع، وعُمِّر دهرا، وبقي إلى سنة بضع وخمسين)، وقال في تاريخ الإِسلام ٣٠/ ١٢٦: (سَألتُ شَيْخنا ابن تيمية عن مذهب السَّالمِيَّة فقال: هم قوم مِنْ أَهْلِ السنة في الجملة، من أصحاب أبي الحسن بن سالم أحد مشايخ البصرة وعُبَّادها، وهو أبو الحسن أحمد بن محمَّد بن سالم، من أصحاب سهل بن عبد الله التُّسْتَرِي، خالفوا في مسائل فَبُدِّعوا).
(٢) تذكرة الحفاظ ٣/ ١١٦٧، والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٥٨ - ٥٩.
قلت: كأن الإِمام أبا القاسم رحمه الله تكلَّم على لسان الجميع، فقلَّما نجد عالمًا مشهورًا أو فاضلًا مذكورًا إلَّا وقد نُبز بنحو هذه الأمور أو بعضها، لأن الهوى قد يداخل المخالف، ويَحْمِل على صاحب السُّنة، ويتّهمه بأنواع من التُّهم الباطلة، ومن الظُّلم البَيِّنُ والتَّجَنِّي الواضح أن يصف المسلمُ أخاه بصفة هو بريء منها، وأن يرميه ويبهته بما ينفِّر الناس ويصدَّهم عنه بالظنِّ والتَّخرُّص من غير تثبُّت، ويحسبه هيِّنًا وهو عند الله عظيم.
(٣) العبر في خبر من غبر ٣/ ٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>