تزداد يوما فيوما عددا وعداوة، فرحل كثير من الجبور الى أقطار بغداد، والموصل وكركوك وفي سنة ١٨٠٠ م بعد جهاد عنيف وقتال شديد مع العقيدات، اضطروا لاخلاء البصيرة، ورحلوا الى ما وراء صوّر، ودام النزاع بينهما حتى سنة ١٨٧٩ م حيث استولى الأتراك على بلادهما وحسموا النزاع بينهما.
واما حالة الجبور الاقتصادية ففي سنة ١٩٠٨ م كان جبور ودير الزور يدفعون نصف ضرائب اللواء، ثم ثقلت عليهم يد الأتراك الفتيان، فأخذت الزروع تقل شيئا فشيئا الى ان جاءت الحرب العالمية الأولى، فازدادت حالتهم شقاوة، وأصبحوا لبعد مركزهم عن مقر السلطة بين ايدي الجباة والموظفين، فهرب أكثرهم الى الموصل، والتحق الباقون بعرب الشمّر، واستأنفوا عيشة رحل البادية.
وينقسم الجبور في العراق الى خمس عشائر:
الاولى: جبور أبي نجاد وعدد خيامهم ٨٠٠٠. ويقيمون في جنوبي كركوك.
الثانية: جبور والشويخ: ويخيمون شمالي غربي الموصل وعدد خيامهم ٢٩٠٠ الثالثة: جبور. والعاوي ويسكنون شرقي كربلاء. وعدد خيامهم ٦٠٠٠ الرابعة: جبور والقضاة. ويقيمون في ضواحي زنبقات شرقي السليمانية وعدد خيامهم ٣٠٠٠ الخامسة: جبور وابي عميرة الذين ألفوا الحضارة وتوطنوا وتاجروا في بغداد [١] واما جبور والدير فهم قوم هادئون، لا يرغبون سوى الانعكاف على أعمالهم بالأمان والراحة، وليسوا شديدي التعلق باراضيهم، بل كانوا يغادرونها ويرحلون الى الصحراء تخلصا من مطالب الأتراك، وفي سنة ١٩٢٣ م لما قصد الترك استحصال ضريبة الأربعين بالمائة من قطعانهم، لم يصادف الجباة الا قرى خالية خاوية.
ولجبور الدير أفخاذ ثلاثة: الأولى جبور
و
[١] وفي عامان في الفرات الأوسط: ان افراد قبيلة الجبور منتشرون في أماكن عديدة ويسكن قسم عظيم من هذه العشيرة في ناحيتي القاسم والمدحتية على قناتي الجربوعية وعلاج من فروع شط الحلة ويسكن بعض افراد هذه العشيرة على الشاطئ الأيمن من فرع الحلة فوق مصب الدغارة كما يسكن بعضهم الآخر على قناة اليوسفية وقد سكن بعضهم على نهر الخابور في لواء كركوك وبعضهم الآخر في ديالي ويقدر نفوس الجبور الذين سكنوا الفرات ب ٨٠٠٠ رجل