للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد حاربوا في وقعة عين تمر في صفوف الفرس، تحت امرة مهران بن بهرام [١] كما استعانت الروم بهم سنة ١٢ هـ وذلك أنه لما اجتمع المسلمون بالفراص، حميت الروم واغتاظت، واستعانوا بمن يليهم من مسالح أهل فارس، وقد حموا واغتاظوا واستمدوا تغلب وإيادا والنّمر، فأمدوهم [٢] . وحاربت إياد مع الروم سنة ١٦ هـ ضد جيش سعد بن أبي وقاص [٣] .

وخرج الوليد بن عقبة سنة ١٧ هـ، حتى قدم على بني تغلب وعرب الجزيرة، فنهض معه مسلمهم وكافرهم، إلا إياد ابن نزار فإنهم ارتحلوا بقيتهم، فاقتحموا أرض الروم، فكتب بذلك الوليد الى عمر بن الخطاب [٤] .

وفي خلافة عمر بن الخطاب في ربيع عام ١٧ هـ، ٦٣٨ م، قام هرقل عاهل الروم بآخر محاولة له في استعادة الشام التي أخذها المسلمون، فأرسل جيشا كبيرا كان فيه إياد والقبائل التي حول الفرات والدجلة الى حمص، فبدأ بحصارها، وفي تلك الأثناء غزا المسلمون الجزيرة، وفتحوا تكريت، يساعدهم سرا نصارى العرب بالمدينة، وكان بينهم إياد الذين اعتنقوا الإسلام عندئذ. ولما علمت قبائل الجزيرة التي تحاصر حمص، بخبر غزو المسلمين الجزيرة، ودنو جندهم، تركوا جيش الروم ليدافعوا عن وطنهم المهدد، وفاوض عرب قنسرين وحلب وغيرهما من مدن الشام في جيش الروم، خالد بن الوليد سرا، وهاجموا الروم، فهزمهم هؤلاء، وركنوا الى الفرار ورجع من بقي من جنود جيش الروم، وفيهم بنو إياد الى كليكية، فتبعهم المسلمون وأفنوا أغلبهم.

ولما جاءت سنة ١٨ هـ ٦٣٩ م، وخلف إياد بن غنم أبا عبيدة في ولاية حمص وشمالي الشام وبلاد الجزيرة، خضعت كل قبائل الجزيرة، واعتنقت الإسلام ما عدا إياد فإنهم هربوا الى كبادوكية بآسية الصغرى [٥] .

ثم بعث عمر بن الخطاب رسلا من عنده الى هرقل، معهم المصاحف، الى


[١] دائرة المعارف الاسلامية.
[٢] تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٦.
[٣] تاريخ الطبري ج ٤ ص ١٨٦
[٤] تاريخ الطبري ج ٤ ص ١٧٩
[٥] دائرة المعارف الاسلامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>