للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:

العادات .. حتى اندرست السنن. ورحم الله حسان بن عطية قال: ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة.

اللهم بلى لا تزال طائفة من هذه الأمة المرحومة ظاهرة على الحق لا يضرهم من خالفهم وإن كثر المخالف، وإن قيل لهم إذا أنكروا الحوادث جملة: غيرت السنة! فإنما السنة سنة النبي والخلفاء الراشدين. وإنما الجماعة الحق وإن كنت وحدك.

وكثير من أمور الدين الأول تناساها الناس، حتى ظن المتأخر أنه من الخلاف الذي انعقد الإجماع بعده! والأقوال لا تموت بموت قائليها! فعدوا من أحياها شاذا خارجا عن الجماعة، وإنما نسيانها من نقصان الدين. فكان الأمر كما أخبر الصادق المصدوق : أنه من يعش فسيرى اختلافا كثيرا، وكما بلَّغ أصحابُه أن ستحدثون ويُحدَث لكم، فأمرنا بسنته وسنة الخلفاء الراشدين، وقال أصحابه: فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالأمر الأول. فنظر النبي في كل هذه الحوادث بما أطلعه الله تعالى من الغيب، فأنذرنا وأوصانا، وسد الذريعة دون كل بدعة، ليحفظ على الناس دينهم. فيا عباد الله لا تكونوا عونا للشيطان على دينكم! ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها! والسمتَ الأول السمتَ الأول!! ألا هل أسمعت؟!!

يا عاملا للقاء الله يرقبه … أخلص لربك و الآثارَ فاتبعِ

العمر أقصر من آمال ذي عمل … فاشغله بالسُنن المقصودة الشِرَع

واغضب لربك وانصر سنةً كَمُلَت … ما غَيَّرَ الدينَ غير الجهل والبدع

كلٌ لحوض نبي الله وارده … وسوف يحجر عنه كل مبتدعِ

كان الفراغ منه بحمد الله منسلخ شهر صفر عام أربع وثلاثين وأربعمائة وألف لهجرة النبي بأرض زُعَير بالمغرب الأقصى

كتبه أبو أسماء محمد بن المبارك بن محمد حكيمي

<<  <