للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أثره في النفس، ثم يزعمونه تفسيرا للكتاب، قال تعالى (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) [آل عمران ٧٨]

[فصل في ذم محدثات القواعد]

ثم نتج عن حوادث " المصطلحات " ما وقع في الأمة من محدثات القواعد، فقد صح عن النبي قوله (بعثت بجوامع الكلم) [خ ٦٦١١/ م ١١٩٦] وهي الكلمات الجامعة للمعاني الكثيرة التي يسميها المتأخرون أصولا وقواعد. فالنبي قد أتم الله له الدين ورزقه حسن البيان وحسن "التأصيل"، ولم يزل العلماء من أصحاب النبي يكتفون بجوامع الكلم التي تلقوها من نبيهم في القرآن والسنة، ويكرهون - على علم - أن يكتبوا للناس غير كتاب الله ..

ثم خلف من بعدهم من أحدث كلاما غيره، قالوا مِنْ غير نطق أو قصد: هذه جوامع أفضل! وبيان أتم!

والقواعد - قواعد الفقه - التي تدار بعد النبي أنواع أربعة:

أ - قواعد صحيحة المعنى صحيحة اللفظ وهي السنة جوامع الكلم التي أعطيها نبي الله في القرآن والحديث، وهي التي كان الراسخون من أهل العلم من أصحابه يقضون بها، وأسعد الناس بها في الآخِرين أهل الحديث والأثر كمالك والسفيانين وابن المبارك وحماد بن زيد والأوزاعي والليث بن سعد ومن تابعهم، قبل أن يدخل على حملة الحديث بدعة الكلام والرأي.

ب - وقواعد صحيحة اللفظ محدثة المعنى مثل الآيات التي استدل بها الخوارج كما روى مسلم [٢٥١٧] عن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله أن الحرورية لما خرجت وهو مع علي بن أبي طالب قالوا: " لا حكم إلا لله " قال علي: كلمة حق أريد بها باطل. الحديث. فقول الله تعالى (إن الحكم إلا لله) من جوامع الكلم نزلها أولئك الأصاغر في غير ما نزلت له.

ج - وقواعد محدثة اللفظ محدثة المعنى كقاعدة "البدعة الحسنة" ودعوى أن

<<  <   >  >>