للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[(٥٠) باب بيان أن التعبد لله هو طاعته والتدين بدينه]

وقول الله تعالى (أن لا تعبدوا الشيطان) أن لا تطيعوه (أرأيت من اتخذ إلهه هواه) أطاعه

(١) - قال الترمذي [٣٢٤٧] حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن منصور و الأعمش عن ذر عن يسيع الحضرمي عن النعمان بن بشير قال: سمعت النبي يقول: الدعاء هو العبادة ثم قرأ (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) اه عبادتي دعائي والتذلل لي للذي أمرتهم أن يطيعوني فيه بقولي: "ادعوني". فهذا بمعنى الطاعة والذل.

(٢) - البخاري [٢٧٣٠] حدثنا يحيى بن يوسف أخبرنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي قال: تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض اه عبد الدنيا لأنه تعلق بها قلبه رضى وسخطا، وأطاع هواه فيها .. فهذه عبودَة المحبة وطاعة الهوى فيها.

(٣) - سعيد بن منصور [التفسير ٩٥٩] نا هشيم قال نا العوام بن حوشب عن حبيب بن أبي ثابت قال حدثني أبو البختري الطائي قال: قال لي حذيفة: أرأيت قول الله ﷿ (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)؟ فقال حذيفة: أما إنهم لم يصلوا لهم، ولكنهم كانوا ما أحلوا لهم من حرام استحلوه، وما حرموا عليهم من الحلال حرموه فتلك ربوبيتهم اه ثم قال تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا) فبين أن طاعتهم عبادة لهم.

فالتدين والتعبد الطاعة، فمن عمل عملا معتقدا أن الله شرعه كذلك فقد تعبد لله به، فإضافته إلى الدين تعني أنه ممتثل للأمر دائر معه. والقصد هنا مطلق ما يسمى طاعة وعملا بالدين، وأعلاه ما يكون مع الإحسان وتمام المحبة لأمر الله، والله أعلم.

<<  <   >  >>