للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وهي محبّةُ المُقرَّبين الصدِّيقين، ومحبّتُه للأنعام محبّةُ المُقتَصِدين أصحابِ اليمين، وقد يُقال: كلاهما واجبٌ لكن المقرّبون يتقرّبون إليه بالنوافل بعد الفرائض، وهذا القولُ أصحُّ؛ فإنّه قد قال: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة: ١٦٥]، فأخبر عن كلّ مؤمنٍ بأنّه أشدُّ حُبًّا لله، وهذا يتضمن حُبَّ نفس الله، فأمّا المحبّةُ لِما فُضِّلَ إلى العبد من الأنعام فهو في الحقيقة ما أَحَبَّ إلّا النِّعْمةَ، وأحبَّ الربَّ ليكون وسيلةً إليها، ومَنْ أَحَبَّ شيئًا لأجل غيره فالمحبوبُ في الحقيقة هو ذلك الغير، وأيضًا فإنّ الإلهيّة تتضمّن أن يكون هو المحبوبَ وهو مُستحِقّ الإلهيّة بذاته، فلا إله إلّا هو، ومن كان لا يُحِبُّه إلّا لغيره فإلهُه في الحقيقة ذلك الغير، وأيضًا فإنّ صلاحَ التقوى لا يحصُل إلّا بأن يكون الله هو المطلوبَ المحبوبَ، وهذا في الفطرة التي فطر الله عليها بني آدم، والذين يُنكرون محبّةَ نفسه تكونُ محبّةُ نفسَه في قلوبهم وإن لم يعلموا بذلك، كما أنّ الذي يدخلُ في الصلاة قد نواها وقد لا يظنُّ أنّه نواها، فوجودُ الحُبّ والإرادة غير الكلام بذلك".

٢٠٦٥ - عن ابن عُمَر، عن عُمَر مرفوعًا:

"إنّ الله يُحِبُّ الصوتَ الخفيضَ، ويُبغضُ الصوتَ الرفيعَ".

سمعناه في مسند عُمَر للنجّاد (١).

٢٠٦٦ - حديث أبي جُحَيْفَة: أيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟

"هو حفظ اللِّسان".

في عاشر الثقفيّات (٢).


(١) مسند عمر (رقم: ٦٦). وإسناده ضعيف جدًّا، فيه. عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقاص: قال في التقريب: "متروك، وكذّبه ابن معين"، وجُبارة بن المغلِّس: "ضعيف".
(٢) الفوائد الثقفيات - الجزء العاشر - (ق ٥٠/ أ). وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٧/ ٢٧ - ٢٨/ رقم: ٤٥٩٩).