باب قول الله تعالى: ﴿وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ﴾ [الرّعد: ٥]، وقوله: ﴿بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢)﴾ [الصَّافات]
٨٣٢ - وفي الزبور:"عجبٌ لمن قرّت في الدنيا عينُه وأنا أسألُه عن الفتيل والنَّقير والقِطْمير".
٨٣٣ - وفيه:"تدري إلى من أضحكُ وأعجبُ وأشتاقُ وأشتهي لقاءَه وزيارتَه؟ رجلٌ تهيَّأتْ له لقمةٌ رطبةٌ، فذكر المتعفِّفين الذين أطلقوا مسألةَ الناس عن أنفسهم، ولزموا القُنوع، فآثرَهم بتلك اللقمة على نفسه".
٨٣٤ - أخبرنا أحمد بن أبي طالب، أنبأتنا زَهْرَة بنت محمد بن أحمد بن حاضر، أبنا أبو الفتح بن البَطِّي، أبنا رِزْقُ الله بن عبد الوهّاب، أبنا أبو الحسين بنُ بِشران، أبنا محمد بن عَمْرو بن البَخْتَري، ثنا محمد -هو: ابنُ عبيد الله-، ثنا يونس بن محمد، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن عطاء بن السائب، عن مُرّة الهَمْداني، عن ابن مسعود أنّ رسول الله ﷺ قال:
"عَجِب ربُّنا من رجل ثار عن وِطائه ولحافه، فيقول الله ﷿ لملائكته: انظروا إلى عبدي ثار من وِطائه ولحافه من بين حيِّه وأهله إلى صلاته، رغبةً فيما عندي، وشفقةً مما عندي، ورجلٌ غزا في سبيل الله، فانهزم أصحابُه، فعلم ما عليه من الانهزامُ وما لَهُ في الرجوع، فرجع حتى أُهريق دمُه، فيقول الله لملائكته: انظروا إلى عبدي، رجع رغبةً فيما عندي وشفقةً مما عندي، حتى أهريق دمه"(١).
(١) الرواية من طريق أمالي ابن البختري، انظر: المجمع المؤسس (١/ ٥٩٠ - ٥٩١). وقد روي الحديث موقوفًا على ابن مسعود وهو الذي صححه الدارقطني في العلل (٥/ ٢٦٧).