للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كذلك أن تكون الشمسُ فاعلةً للقمر ومدبِّرةً له، وهذا جهل عليهم. قال: ويقال له: بقي عليك إفسادَ ما نقوله نحن والمسلمون وأهلُ كلّ ملّة من أنّ حركات الأفلاك ليست بنفسيّة ولا طبيعيّة، بل هي من قِبَل غيره الذي هو محرِّكٌ له حركةً دائمةً سرمديَّةً، إلى حيث يشاء تسكينَه، فدُلَّ على فساده إن كنت قادرًا على ذلك.

٣٩٤ - قال الفخر الرازي في الملخّص (١): بل يجوز أن يكون فوق الفلك التاسع المتحرّك بالحركة اليوميّة من الأفلاك ما لا يعلم عددَها إلّا الله تعالى، بل يحتمل أن يكون هذا الفلك التاسع بما فيه من الكرات مركوزًا في ثخن كرة أخرى عظيمة، ويكون في ثخن تلك الكرة ألف ألف مثل هذه الكرة، وليس ذلك بمُستبعَد، فإنّ تدوير المرِّيخ أعظم من ممثّل الشمس، فإذا عُقل ذلك فأيّ بأس بأن يُفرض مثلُه فيما هو أعظم منه.

* * *

فصلٌ

ممّا يردّ المتكلّمون وغيرُهم على الفلاسفة: قولُهم إنّ الأفلاك غير قابلة للحركة المستقيمة، والنشأة أنّها ليست ثقيلةً ولا خفيفةً ولا حارّةً ولا باردةً ولا رطبةً ولا يابسةً، وأنّها بسيطة كريّةً لا تقبل الحرق والشقّ، وقولهم إن الأفلاك ذوات أنفس، وإنّها متحرِّكة بالإرادة النفسيّة، وإنّ الكواكب متحرِّكةٌ بحركات الأفلاك، وقولهم في طبائع الكواكب وأنوارها، ومحو القمر والمجرّة، وشاهدوا الكواكب وكونَها كريّةً مع إنارتها وكثافتها ومخالفتها


(١) الملخص في الحكمة (ق ١٨٩/ ب - شستربيتي ٣٥٧٦).