للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الثابتة وإنّه لا فلك وراءه، وقال آخرون منهم: بل هناك فلك ثامن فوق الفلك السابع يحرِّك الكواكبَ كلَّها حركةً شرقيّة. وذكر علَّتَهم ومنعهم صحّتَها.

وقال: وقال أكثرُهم: إنّ هذا الكون اللازوردي الذي يُرى للسماء هو لونُ السماء، وقال آخرون منهم ومن الصابئة والمسلمين: هو لونٌ معترضٌ بيننا وبين الفلك، وكذلك قالوا فيما يُرى من لون الكواكب والشمس والقمر، وقال آخرون منهم: إنّ لون الفلك البياض، وإنّما يُرى لازورديّ لوقوع شعاع الشمس عليه، وهو إلى الزرقة قسمين كذلك.

وقال - فيما زعم بعضُهم -: إنّ ضوء جميع النجوم من الشمس لا من ذواتها، كما أنّ ضوء القمر من قِبَل الشمس لا من ذاته. قال: وهذا أيضًا من أمحل المحال وأظهر الأمور فسادًا. قال: وبيّنا أنّ ضوء القمر ليس من الشمس، وأنّ ذلك لا دليل عليه، وأنّ الدليل يوجب خلاف ما قالوه.

قال: وفي حُذّاق الأوائل من الفلاسفة من يقول إنّ الكواكب لا ألوان ولا شعاع لشيء منها، وإنّه لا يقبل اللون ولا الشعاع إلّا الأجسام الطبيعيّة المركّبة، والأفلاك ممّا فوق الطبيعة.

وذكر قولَ الذين يقولون إنّ الفلك يسير من المشرق إلى المغرب، وإنّ الكوكب تسير من المغرب إلى المشرق، قال: وهذا خلاف العيان؛ لأنّنا نرى النجوم كلَّها سائرة من المشرق إلى المغرب، فلو كان الأمر كما ذكروا من أنّ النجوم نسير من المشرق إلى المغرب لوجب أن تكون الشمس والقمر وأكثر هذه النجوم لا تظهر لنا إلّا في كلّ حين ودهر من الدهور الطويلة.

وحكى قولَ من زعم من الفلاسفة أنّ الأرض هي المتحرّكة والفلك هو الساكن، وقولَ بعضهم إنّ القمر إنّما يؤثر في ضيائه وصفائه غارات الأرض إذا دنى منها، قال: ويقال لهم: قد قال الكريمُ إنّ ضياء القمر ليس من الطبيعة وذاته، ولكنّه من مقابلة الشمس واتّصال شعاعها بجوهره، فيجب