للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٩٢ - قال محمد بن زكريا الرازي: وقد صحّ أنّه لا يمكن حدوثُ جسمٍ لا من شيء، والأجسام تنحل جميعًا، وتتركّب من شيء واحد في جوهره، لكن إفادة البرهان على هذين المعنيين من علم ما بعد الطبيعة. وقال: على أنّه لم يصحّ أنّ الفلك سببُ الحياة في المتكوّنات، بل سببُ النموّ بإثارته الحرارة في عالم الأرض والماء. وقال: اختلفت الفلاسفةُ في الأرض الأصليّة: الطين هي، أم الحجر؟ فقال بعضُهم: إنّ جملة الأرض كانت حجرًا ثم تولّد الطينُ في سطوحها على الدهر، وقال بعضُهم: بل الحجر متولِّد والطين هي الأرض. قال: وقد أثبتنا أنّ داخل الفلك خلاء ما ببرهان فضلا عن خارجه، فالقول الصحيح إذًا أنّ خارج الفلك خلاء؛ إذ ليس يمكن أن يتناهى الجسمُ إلى شيء أو يكون لا في مكان، وكذلك الفلك المطلق الحقيقي إنّما هو الخلاء على ما بيّنّاه. وقال: اختلف الفلاسفةُ الطبيعيّون هل الفلك حيوان أم لا. قال: وزعم أرسطو أنّ له حاسّة السمع والبصر دون سائر الحواسّ لاستغنائه به عنها.

٣٩٣ - قال القاضي أبو محمد بن الطيّب الباقِلّاني في كتاب دقائق الكلام: باب الردّ عليهم في قولهم إنّ أقرب الأفلاك إلينا القمر وهو أدناها منّا، وأجمع الكلّ منهم على ذلك، فيقال لهم: لمَ قلتُم هذا؟ وما دليلُكم عليه؟ فإن قالوا: لأنّنا شاهدناه يكسف الكواكبَ كلَّها، فوجب أنّه تحتها وهي فوقه، فيقال لهم: متى رأينا ما تدّعون من ذلك، ومتى وجدنا القمر قطّ يكسف الشمس وعُطارَدًا، وكذلك ما رأينا الزهرةَ قطّ كسفت عُطارَدًا، ولا عُطارَدًا كسف الزُّهرة ولا زُحَلًا.

قال: وقد اختلف أصحابُ الفلك في أعلى الأفلاك، فقال قومٌ منهم - وهم الجمهور -: إنّها سبعةٌ وإنّ أعلاها الفلك السابع وهو فلك الكواكب