للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[فصل]

٢٠٦٣ - قال شيخُنا الإمام أبو العبّاس أحمد بن تيمية (١): "الناسُ في العِشْق على قولين: قيل: إنّه من باب الإرادات، وهذا هو المشهور، وقيل: من باب التصوّرات وإنّه فسادٌ في التخيّل، حيث يُتصوّرُ المعشوقُ على خلاف ما هو به، قال هؤلاء: ولهذا لا يوصف اللهُ بالعِشْق، ولا أنّه يعشق؛ لأنّه مُنزّهٌ عن ذلك، ولا يُحمَد من تخيّل فيه حالًا فاسدًا، وأمّا الأوّلون فمنهم من قال: يوصف بالعِشْق فإنّه المحبّةُ التامّةُ، والله يُحِبُّ ويُحَبُّ، ورُوِي في أثرٍ عن عبد الواحد بن زَيْد أنّه قال: "لا يزال عبدي يتقرّبُ إليَّ حتى يَعْشَقَني وأعشقُه"، وهذا قولُ الصوفيّة، والجمهورُ لا يُطلقون هذا اللفظَ في حقّ الله؛ لأنّ العِشْقَ هو المحبّةُ المُفرَطَةُ الزائدةُ على الحدّ الذي ينبغي، والله تعالى محبّتُه لا نهاية لها، فليست تنتهي إلى حدٍّ لا ينبغي مجاوزتُه، قال هؤلاء: والعِشْق مذمومٌ مطلقًا لا يُمدَحُ لا في محبّةِ الخالق ولا محبّةِ المخلوق؛ لأنّه المحبّةُ المُفرَطةُ الزائدةُ على الحدّ المحمود، وأيضًا إنّ لفظَ العِشْق إنّما يُستَعملُ في العُرْف في محبّةِ الإنسان لامرأةٍ أو صبيٍّ، لا يُستَعملُ في كلّ محبّةٍ كمحبّةِ الأهل والمال والوطن والجاه ومحبّةِ الأنبياء والصالحين، وهو مقرونٌ كثيرًا بالفعل المُحرَّم، إمّا محبّةُ امرأةٍ أجنبيّة، أو صبيٍّ يقترنُ به النظرُ المُحرَّمُ واللمسُ المُحرَّمُ، وغير ذلك من الأفعال المُحرَّمة".

٢٠٦٤ - وقال شيخُنا (٢): "محبّةُ العبدِ ربَّه لنفسه قد يُقال إنّها مُستَحبَّةٌ،


= لأجل ليث - وهو: أبن أبي سليم -: قال في التقريب: "صدوق، اختلط جدا ولم يتميّز حديثُه فتُرك". وبه أعلّه الألباني في السلسلة الضعيفة (رقم ١٣٠١).
(١) مجموع الفتاوى (١٠/ ١٣٠ - ١٣١).
(٢) لم أعثر على هذا النص في كتب شيخ الإسلام.