- أما الموضوع الأصلي لهذا الكتاب فهو كما نطق به اسمُه: في ذكر صفات الله ﵎، وهو من أهمّ أبوأب الاعتقاد؛ إذ أنه يتّصل بذات الخالق ﷿، وفيه ظهر تميُّزُ أهلِ السنّة والجماعة المثبتين للصفات، عن مخالفيهم من الجهمية المنكرين للصفات، أو عمّن تأولها على غير حقائقها، فإتقانُ هذا الباب من أهم مطالب علم العقيدة.
قال الإمام ابنُ القيِّم ﵀ في بيان قدر وأهمّيّة إثبات صفات الله ﷿(١):
"فإنّ التصديق الحقيقي بلا إله إلا الله، يستلزمُ التصديقَ بشعبها وفروعها كلِّها، وجميعِ أصول الدين وفروعِه من شعب هذه الكلمة؛ فلا يكونُ العبدُ مصدّقًا بها حقيقةَ التصديق، حتى يؤمنَ بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه، ولا يكون مؤمنًا بالله إله العالمين، حتى يؤمنَ بصفات جلاله ونعوت كماله، ولا يكونُ مؤمنًا بأن الله لا إله إلا هو، حتى يسلبَ خصائصَ الإلهية عن كل موجود سواه، ويسلبها عن اعتقاده وإرادته، كما هي منفية في الحقيقة والخارج، ولا يكونُ مصدِّقًا بها مَنْ نَفَى الصفاتِ العليا، ولا مَنْ نَفَى كلامَه وتكليمَه، ولا مَنْ نَفَى استواءَه على عرشه، وأنه يُرفع إليه الكلم الطيب والعمل الصالح، وأنه رَفَعَ المسيحَ إليه، وأسرى برسوله إليه، وأنه يُدبِّر الأمرَ من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه، إلى سائر ما وصف به نفسَه، ووصفه به رسوله".
- وقد ألحق المصنِّفُ في آخره بعضَ أبواب العقيدة، مثل: