للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الحديث بمصر، فاشتريتُ بعيرًا فشددتُ عليه رَحْلًا، فسِرتُ عليه حتى وردتُ مصرَ، فوصلتُ إلى باب الرجل الذي بلغني عنه الحديثُ، فقَرَعْتُ البابَ فخرج إليَّ مملوكٌ فنظر في وجهي ولم يُكلِّمْني، فدخل على سيّده فقال: أعرابيٌّ بالباب، فقال: سَلْه من أنتَ؟ فقلتُ: جابر بن عبد الله الأنصاري، فخرج إليَّ مولاه، فلمّا ترائيْنا اعتنق أحدُنا صاحبَه، فقال: يا جابر! ما جئتَ تعرفُ؟ فقلتُ: بلغني عن النبي في القصاص، ولا أظنُّ أحدًا ممّن قضى أو ممّن بقي أحفظَ له منك، قال: نعم يا جابر، سمعتُ رسول الله يقول:

"إنّ الله يبعثُكم يومَ القيامة من قبوركم حُفاةً عُراةً غُرْلًا بُهْمًا، ثم ينادي بصوتٍ رفيعٍ غيرِ فضيعٍ، يُسمِعُ مَنْ بَعُدَ كمَنْ قَرُبَ فيقول: أنا الديّانُ لا تظالم اليومَ أمَا وعزّتي لا يُجاوِرُني اليومَ ظالمٌ ولو لَطْمَةَ كفٍّ بكفٍّ أو يدٍ على يدٍ، ألا وإنّ أشدَّ ما أتخوّفُ على أمّتي من بعدي عَمَلَ قوم لوط، فلْترتقِبْ أمّتي العذابَ إذا تكافأ النساءُ بالنساءِ والرجالُ بالرجالِ" (١).

وروى عمر بن الصُّبْح الكذّابُ (٢)، عن مقاتل بن حيّان، عن أبي الجارود العَبْسي، أنّ جابر بن عبد الله، فذكر نحوَه (٣).

ورواه ابنُ لَهِيعَة، عن يزيد بن أبي حبيب، أنّ جابرًا دخلَ مصرَ فأتى منزلَ عبد الله بن عامر فسألَه عن الحديث.

٢٢٣١ - وروى الحكمُ بنُ مَعْبَد، ثنا سَلَمَةُ بنُ شَبيب، ثنا يحيى بن عبد الله، ثنا ضِرار بن عَمْرو، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس بن مالك: عن النبي قال:


(١) في إسناده السليم بن صالح: قال في ميزان الاعتدال: "لا يُعرف".
(٢) اتّهمه بذلك الأزدي كما في الميزان (٣/ ٢٠٦ - ٢٠٧)، وابن راهويه كما في التقريب.
(٣) أخرجه من هذا الطريق الخطيب البغدادي في الرحلة في طلب الحديث (رقم: ٣٣).