للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجُهَني، فخرجتُ أنا وحُمَيْد بنُ عبد الرحمن الحِمْيَري، فأتينا المدينةَ فدخَلْنا المسجدَ فإذا ابن عُمَر خارجٌ من المسجد - أو داخلٌ المسجدَ -، فاكتنفتُه أنا وصاحبي، قال: فظننتُ أنّ صاحبي سيكِلُ الكلامَ إليَّ، قال: فقلتُ: يا أبا عبد الرحمن! إنّ قِبَلَنا قومًا يقرؤون القرآنَ ويتقفّرون العلمَ، يزعمون أنْ لا قَدَر وأنّ الأمرَ أُنُفٌ (١)، قال: "فإذا لقيتَهم فأَخْبِرْهم أنّي منهم بريءٌ وأنّهم منّي بُرَءاء، والذي يحلف به ابنُ عُمَر لو أنّ أحدَهم أنفقَ مثل أُحُدٍ ذهبًا ما قَبِلَه الله منه حتى يؤمنَ بالقدر كلِّه خيرِه وشرِّه من الله"، ثم قال: حدّثنا عُمَر قال: كنّا جلوسًا عند النبي إذْ طَلَعَ علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثياب شديدُ سوادِ الشَّعْر لا يُرى عليه أثرُ السفر ولا يعرفُه أحدٌ منّا، حتى جلس إلى النبي ، فأَسْنَدَ ركبتَه إلى ركبتِه ووضعَ يدَه على ركبتِه، فقال: يا محمد! ما الإيمان؟ قال:

"أن تؤمنَ بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشرّه"،

قال: صدقتَ، فعَجِبْنا منه يَسألُه ويُصدِّقُه، ثم قال: يا محمد! ما الإسلام؟ قال:

"شهادةُ أنْ لا إله إلّا الله، وإقامُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاة، وحجُّ البيت، وصومُ رمضان"،

قال: صدقتَ، قال: فعَجِبْنا منه يسألُه ويُصدِّقُه، قال: يا محمد! ما الإحسان؟ قال:

"أن تَعبدَ الله كأنّك تراه، فإنّك إن لم تكن تراه فإنّه يراكَ"،


(١) كتب المصنّف في الحاشية: "حاشية: أي مستأنف، أي أنّه أمرٌ ونهيٌ، وهو لا يعلمُ مَن يُطيعُه ممّن يَعصيه".