للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثنا الزبير بن عبد الله، حدّثني جعفر بن مصعب، قال: سمعتُ عروة بن الزبير يحدّث عن عائشة، عن النبي قال:

"إنّ الله حين يريد أن يخلق الخلقَ، يبعث مَلَكًا، فيدخلُ الرحمَ فيقول: يا ربّ ماذا؟ فيقول: غلامٌ أو جاريةٌ، أو ما شاء الله أن يخلق في الرحم، فيقول: أي ربّ أشقيٌّ أم سعيد؟ فيقول: شقيٌّ أو سعيد، فيقول: أيْ ربّ ما أجلُه وما خلائفُه؟ فيقول: كذا وكذا، فيقول: أيْ ربّ ما رزقُه؟ فيقول: كذا وكذا، فيقول: أيْ ربّ ما خَلَفه وما خلائفه؟ فما من شيءٍ إلّا وهو يُخلق معه في الرحم".

٢٣٣٧ - وقال عليّ بن الجعد (١): حدّثنا عبد الواحد بن سليم البصري، سمعتُ عطاء بن أبي رباح، قال: سألتُ ابنَ عبادة بنَ الصامت: كيف كانت وصيّة أبيك حين حضره الموتُ؟ قال: جعل يقول: يا بنيَّ اتّق الله، واعلم أنّك لن تتّقيَ الله ولن تبلغ العلمَ حتى تعبد الله وحدَه، وتؤمنَ بالقدر خيره وشرّه، قلتُ: يا أبه! كيف لي أن أومن بالقدر خيره وشرّه؟ قال: تعلم أنّ ما أصابك لم يكن لِيُخطئك وأنّ ما أخطأك لم يكن لِيُصيبك، فإن متَّ على غير هذا دخلتَ النار، سمعتُ رسول الله يقول:

"إنّ أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتُبْ، فقال: ما أكتُبُ؟ فجرى تلك الساعة بما كان وما هو كائن إلى الأبد".

رواه ابن خُزَيْمَة، لأبي داود وعبّاد بن العوّام، عن عبد الواحد.

وروى أولَه عثمان بنُ أبي العاتكة، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه، وقال: سمعتُ رسول الله يقول:

"القدرُ على هذا، من مات على غير هذا أدخله الله النارَ" (٢).


(١) مسند ابن الجعد (رقم: ٣٤٤٤).
(٢) أخرجه الفريابي في القدر (رقم: ٧٥)، وابن أبي عاصم في السنة (رقم: ١١١)، والطبراني في الأوسط (رقم: ٦٣١٨).