أبو العبّاس بنُ محبوب، ثنا أبو عيسى التِّرْمِذِي، ثنا يحيى بنُ موسى، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا عبد الواحد بن سليم قال: قدمتُ مكّةَ فلقيتُ عطاءَ بنَ أبي رباح فقلتُ له: يا أبا محمد، إنّ أهلَ البصرة يقولون في القدر، قال: يا بنيَّ أتقرأُ القرآنَ؟ قلتُ: نعم، قال: فاقْرأ الزخرفَ، قال: فقرأتُ: ﴿حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٣) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (٤)﴾ [الزخرف]، فقال: أتدري ما أمُّ الكتاب؟ قال: قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلم، قال: فإنّه كتابٌ كَتَبَه الله قبل أن يخلق السماءَ وقبل أن يخلق الأرضَ، فيه أنّ فرعون من أهل النار، وفيه: تبّت يدا أبي لهب، قال عطاء: فلقيتُ الوليدَ بنَ عُبادةَ بنِ الصامت صاحبَ رسول الله فسألتُه: ما كان وصيّةُ أبيك عند الموت؟ قال: دعاني فقال: يا بنيَّ اتّقِ اللهَ، واعلمْ أنّك لن تتّقيَ الله حتى تؤمنَ بالله وتؤمنَ بالقدر كلّه خيره وشرّه، فإن مُتَّ على غير هذا دخلتَ النارَ، إنّي سمعتُ رسول الله ﷺ يقول:
"إنّ أولَ ما خَلَق الله القلمَ، فقال: اكتُبْ، قال: ما أكتُبُ؟ قال: اكتُبْ القدرَ ما كان وما هو كائنٌ إلى الأبد".
قال التِّرْمِذِي:"هذا حديث غريب"(١).
٢٤٤٠ - عن حَنَشٍ الصَّنْعاني، عن ابنِ عباس: كنتُ خلف النبي ﷺ فقال:
"يا غلام، إنّي أُعلِّمُك كلماتٍ، احفظ اللهَ يحفظْك، احفظ اللهَ تجدْه تُجاهَك، إذا سألتَ فاسأل اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعنْ بالله، واعلمْ أنّ الأمّةَ
(١) جامع التِّرْمِذِي (رقم: ٢١٥٥)، والرواية من طريقه. وهو مخرّج في السلسلة الصحيحة (رقم: ١٣٣).